الصلاة الفاعلة هي الصلاة القادرة على صنع «الانسان العابد لله تعالى» في كل مواقع حركة الانسان.
والانسان العابد لله هو الانسان المطيع لله.
فاذا تحولت الصلاة الى حالة متحركة في حياة الانسان المصلي، كانت عبادة فاعلة.
أ- فالانسان الذي يجسد الالتزام والطاعة لله وهو يمارس مسؤولياته في داخل الأسرة يكون قد تعاطى مع الصلاة الفاعلة، والا كانت صلاته راكدة.
ب- والانسان المطيع لله تعالى في جميع سلوكياته الأخلاقية يكون قد مارس الصلاة الفاعلة والا كانت صلاته راكدة.
ج- الانسان المطيع لله تعالى في جميع ممارساته الاجتماعية و الاقتصادية تكون صلاته فاعلة متحركة، والا كانت راكدة جامدة.
د- الانسان المطيع لله في مواقع الفكر والثقافة يكون قد مارس الصلاة الفاعلة - في هذه المرحلة التي في حاجة الى المثقفين الذين يتحركون في خط الصلاة، وفي حاجة الى مؤسسات ثقافية تتحرك في خط الصلاة. كارثة كبرى على هذا البلد اذا كان المثقفون فيه لا يحملون قيم الصلاة، ولا يحملون مبادئ الصلاة، ولا يحملون أصالة الصلاة، اذا كانت المؤسسات الثقافية فيه لا تحمل هذه القيم والمبادئ والأصالة.
أيها الأحبة في حاجة الى ثقافة ملتزمة بخط الصلاة.
اننا نرفض الثقافات الضالة المنحرفة التي تتنافى مع ثقافة الصلاة «ومنْ يبتغ. غيرَ الاسلام. ديناً فلنْ يُقبلَ منهُ وهو في الآخرة. منَ الخاسرين».
الواقع الثقافي المعاصر تتجاذبه اتجاهات وتيارات متعددة فيجب أن نملك وعي الاسلام في ما نقبل وفي ما نرفض.
اننا لا نعيش العُقدة تجاه الفكر الآخر، ولكن من حقنا أن نحاسب هذا الفكر في ضوء «المعايير الاسلامية» التي نؤمن بها.
لماذا يحاول الآخر أن يحاسب فكرنا وفق معاييره التي آمن بها -رغم أنها معايير مستوردة ودخيلة- ولا يحق لنا أن نحاسب فكره وفق معاييرنا الأصيلة؟
نحن نحاور الفكر الآخر، ومن حقنا أن نرفض هذا الفكر اذا كان يتنافى مع ثوابتنا الاسلامية، ومعاييرنا الدينية والأخلاقية، ولا يبرر أي عنوان أن نساوم على حساب المبادئ والقيم، فالمطلوب في هذه المرحلة أن نمارس عملية «التأصيل الثقافي» وحماية أجيالنا من ثقافات التغريب والاستلاب والمصادرة.
هـ- الانسان المطيع لله تعالى في مواقع السياسة، تكون صلاته فاعلة، متحركة، اننا في حاجة الى سياسيين يتحركون في خط الصلاة، وأما السياسيون الذين «أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات» فسوف يقودون الأمة الى طريق الغواية والضلال والهلاك، ونكرر -مرة أخرى- اننا في الوقت الذي نرفض «الروحانية المتجمدة المنغلقة» فاننا نرفض «الحركية والحركيين» و السياسة والسياسيين الذين لا يحملون روحانية الصلاة وأصالة الصلاة وقيم الصلاة. هكذا يمكن أن نتفهم العلاقة الأصيلة بين الصلاة الفاعلة وجميع مواقع الحركة في الحياة، ومن هنا يتحدد المضمون الكبير للنص القرآني «ا.نَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء. وَالْمُنْكَر.».
المنكر في كل امتداداته الأخلاقية والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، فاذا استطاعت الصلاة أن تنتج هذا الدور الكبير في حياة الانسان فهي الصلاة الفاعلة المتحركة، والا فهي الصلاة الراكدة الجامدة.
تعليقات
إرسال تعليق