لم يرد الاسم إلا فى قوله تعالى : (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحشر : 24 ولم يثبت فى السنة النبوية .
شرح الاسم وتفسير معناه :
المصور فى اللغة اسم فاعل للموصوف بالتصوير ,وصور الشئ أى جعل له شكلا معلوما , وصور الشئ قطعه وفصله وميزه عن غيره , والصورة هى الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات , والمصور سبحانه هو الذى صور المخلوقات بشتى أنواع الصور الجلية والخفية والحسية والعقلية , فلا يتماثل جنسان أو يتساوى نوعان بل لا يتساوى فردان , فلكل صورته وسيرته وما يخصه عن غيره , فالمصور فى أسماء الله الحسنى هو مبدع صور المخلوقات و مزينها بحكمته ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت مشيئته وحكمته , وهو الذى صور الناس فى الأرحام أطوارا ونوعهم أشكالا كما قال تعالى : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) الأعراف:11 , والله عز وجل كما صور الأبدان فتعددت وتنوعت أيضا الأخلاق فتتعدد صور الطباع والسلوك والمواهب والأفكار , وأعظم تكريم للإنسان من الله المصور أنه خلقه على صورته فى المعنى المجرد ليستخلفه فى أرضه ويستأمنه فى ملكه , روى البخارى ومسلم من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعا , فلما خلقه قال إذهب فسلم على أولئك النفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك , فقال : السلام عليكم , فقالوا : السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله , فكل من يدخل الجنة على صورة آدم , فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن .
والحديث ظاهر المعنى فى أن الله عز وجل صور آدم وجعل له سمعا وبصرا وعلما وحكما وخلافه وملكا وغير ذلك من الأوصاف المشتركة عند التجرد , والتى يصح عند إطلاقها إستخدامها فى حق الخالق والمخلوق , فالله عز وجل له صورة وآدم له صورة , ولفظ الصورة عند التجرد لا يعنى التماثل قط , ولا يكون علة للتشبيه إلا عند من فسدت فطرته من المشبهه والمعطلة .
والقصد أن المصور سبحانه خص الإنسان بهيئة متميزة , ومن خلالها يدرك بالبصر والبصيرة ,وأسجد له بعد تصويره الملائكة , وليس بعد ذلك شرف أو فضيلة .
دلالة الاسم على أوصاف الله :
اسم الله المصور يدل على ذات الله وعلى صفة التصوير , قال تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) غافر : 64 , واسم الله المصور يدل باللزوم على ما يدل عليه جميع أسماء الله الحسنى من صفات الكمال .
الدعاء باسم الله المصور دعاء مسألة :
ورد الدعاء بالوصف من حديث على رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد قال : اللهم لك سجدت , وبك آمنت , ولك أسلمت , سجد وجهى للذى خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين .
الدعاء باسم الله المصور دعاء عبادة :
دعاء العبادة باسم الله المصور أن يراعى العبد توحيد الله فيه , فلا يتشبه به فيما انفرد به من الربوبية ويقع فى شرك تصوير , من حديث عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا , أوقتله نبى , أو رجل يضل الناس بغير علم , أو مصور يصور التماثيل .
تعليقات
إرسال تعليق