القائمة الرئيسية

الصفحات

لماذا يحرك الناس أيديهم عندما يتكلمون؟



 ان تحريك الشخص ليديه اثناء الكلام يختلف من بلد لاخر، ومن ثقافة الى اخرى، وكذلك من زمن الى اخر، ويملك الانسان قدرة ومهارة في استخدام يديه للتعبير عما يقوله او عما يريد ان يقول.



هناك اشارات باليدين تستخدم للسلام عن البعد .. واكثر من يستخدمها الآسيويون .. 
وخاصة اليابانيين، وطريقتهم تعتمد على لمس اصابع اليدين لبعضهما البعض مع انحناءة تعبر عن التحية والاحترام في نفس الوقت. 

هناك ايضا التحية العسكرية حيث تلمس اليد اليمني طرف الرأس .. ثم تعود الى الجانب الأيمن من الجسم .. والتحية العادية من على بعد ترفع اليد اليمني نحو الرأس .. وهناك من يقبض على اصابع اليد اليمنى ثم يرفعها (دليلا على التصميم ).. وهناك من يرفع اليد اليمنى ويشكل علامة النصر باصابعه .. هذه كلها حالات تستخدم فيها اليد او اليدين ، بدلا عن الكلام.

لكن معظم استخدام اليدين يحدث خلال الكلام. 

 اثبتت الأبحاث ان الهدف من تحريك اليدين هو تأكيد الكلام، وابسط استعمال لليدين في هذه الحالة هو كلمة (انت) مصحوبة باشارة ياليد نحو الشخص الاخر. وكلمة (انا) مصحوبة باشارة باليد نحو المتكلم نفسه .. ففي الحالتين تؤكد اليد ما يقول المتكلم .. 

وهناك علاقة بين حركة اليد ونوع الكلام. 

اذا قال المتكلم انت لشخص آخر بأسلوب تهديد تتحرك يده واصبع السبابة (اصبع الاتهام) متهجة نحو الشخص الاخر.
 واذا قال المتكلم انت في ود واحترام تلتصق الاصابع وتنفتح اليد في بطء. في اتجاه غير مباشر نحو الشخص الاخر.
وهناك استعمال بسيط آخر لليدين .. تأكيدا للكلام .. وهذا في حالة شرح اتجاه معين لشخص اخر. 

واستعمال اليدين في هذه الحالة له اهداف منها : 
1 تأكيد ما يقوله الشخص. 
2 مساعدة الآخر على فهمك.. 
3 استعمال اليد يساعد خلايا الذاكرة في المخ على حفظ المعلومات. 
4 يساعد ايضا على استذكار هذه المعلومات عندما يحتاج اليها مرة ثانية .


كيف عرف العلماء هذا؟

طلبوا من مجموعة من الرجال والنساء مشاهدة مسلسل تلفزيوني، ثم طلبوا منهم سرد ما شاهدوه؛ نصفهم كانوا يجلسون وايديهم تحت اجسامهم .. اي انه لم يسمح لهم بتحريك ايديهم عند الكلام .. اما النصف الآخر فقد سمح لهم استخدام ايديهم .
 وبعد اسبوع عادت نفس المجموعة وطلب منهم سرد نفس المسلسل التلفزيوني.
 لاحظ العلماء ان الذين سمح لهم باستخدام ايديهم يتذكرون المسلسل اكثر من الذين منعوا من الاشارة بايديهم. 

 قال احد العلماء: 
(اصبح مؤكدا ان هناك صلة قوية داخل خلايا المخ بين خلايا الحركة (حركة اليدين) وخلايا الكلام) كما أجرى العلماء تجارب على أطفال عميان لإثبات ان الاشارة باليدين 
ليست فقط لمساعدة الشخص الآخر بل لمساعدة المتكلم نفسه ايضا. 

فقد جمع العلماء مجموعة من الأطفال العميان منذ ولادتهم وعدد من الاطفال العاديين 
وطلبوا من كل طفل ان يحكي قصته المفضلة، واصيب العلماء بدهشة لأن كل الأطفال العميان وغير العميان استعملوا ايديهم خلال الحديث بنفس الطريقة. 

 قال احد العلماء :
(لا بد ان استعمال العميان لأيديهم ليس له صلة بتأكيد القصص التي قالوها لنا. 
لا بد ان لذلك صلة بما جرى في خلايا الذاكرة عندهم).

ثم اجرى العلماء تجربة اخرى؛ حيث جمعوا الأطفال العميان في غرفة واحدة. 
وطلبوا منهم ان يقصوا لبعضهم البعض قصصهم المفضلة، فاستعمل الأطفال ايديهم خلال الحديث، على الرغم من انهم يعرفون بأن الذين يستمعون الى قصصهم عمي مثلهم. 

واثبتت الأبحاث ان عدم استعمال اليدين ظاهرة غير طبيعية، وان الذين يفعلها اما ان يكون مضطرا لذلك، او لا يريد ان يقول كل شي، او ان يتذكر كل شي، وهذا واضح في حالة رئيس يخاطب شعبه في التلفزيون، مثل الرئيس الامريكي كلينتون، دائما يجلس في مكتبه ويداه امامه لا تتحركان، والذين شاهدوا كلينتون يخاطب الشعب الأمريكي في التلفزيون. ليلة شهادته امام المحكمة في قضية مونيكا لوينسكي، لا بد انهم لاحظوا انه لم يحرك يديه الا نادرا خلال الحديث، واصبح من الواضح ان كلينتون لم يقل الحقيقة ، او تعمد اخفاء بعض الأشياء. 

طبعا ليس معنى هذا ان كل من يتحدث ويحرك يديه يقول الحقيقة، ويقول كل شي، لكن معناه ان تحريك اليدين عفوي وطبيعي اكثر من عدم تحريكها، وان هناك صلة بين الصمت وعدم تحريك اليدين، واذا كان الشخص الصامت يخفي شيئا، فان الذي يتكلم ولا يحرك يديه في عفوية ربما يخفي شيئا ايضا.
Reactions

تعليقات