تفيد الإحصائيات بأن هناك رحلة طيران واحدة فقط من بين 1.2 مليون رحلة تنتهي بمأساة، ثمة معايير محددة يمكن أن تنقذ حياتكم خلال حدوث شيء من هذا القبيل.
كما يتبين من حوادث كثيرة مثل تلك التي جرت، أخيراً، في سان فرانسيسكو مع طائرة آسيان أو من مطاري هيثرو ومانشستر مع البوينغ 777 و787 الأحدث، هو المكان الذي تجلسون فيه، بالإضافة إلى درجة استعدادكم، كما تلعب مسألة تحديث الطائرة عاملاً مساعداً أيضاً.
يقول الخبراء إن الأمر يعتمد على المكان المحدد الذي تجلسون فيه داخل الطائرة. فقد تبين للبروفيسور إد غيليا من جامعة غرينيتش، والذي أمضى أكثر من 25 عاماً في تحليل ردة فعل الناس خلال الأزمات، أن الثانيتين الأخيرتين قبل وقوع الحادث هما الأخطر على الإطلاق، «عندما تدركون ماذا تفعلون، هناك دائماً فرصة أكبر للبقاء على قيد الحياة».
وينصح في هذا السياق الجلوس في مكان قريب من مخرج الطوارئ، فقد تبين له أن المقاعد الموجودة في القسمين الأمامي والخلفي من الطائرة هي الأكثر أماناً، بالإضافة إلى تلك الموجودة على مقربة من الممر.
واكتشف خلال المحادثات التي أجراها أن الذين نجوا من الحوادث كانوا يوجدون بشكل خاص في الصفوف الخمسة القريبة من المخرج، حيث تمكنوا من مغادرة الطائرة في الوقت المناسب.
المعيار التالي الذي يفترض بالمسافر أن يلتزم به، ولكنه لا يفعل ذلك عادة، هو الحفاظ على الهدوء وتجنب الذعر، «من الممكن أن يتعلم المرء قليلاً كيف يتعامل خلال حالات استثنائية كهذه»، كما يقول غيليا. أضف إلى ذلك ضرورة التقيد بوضع حزام الأمان.
لقد أظهر اختبار أجري في الصحراء خلال العام السابق أن فرصة النجاة لدى مستخدمي حزام الأمان هي أعلى من غيرهم.
أكثر الحوادث تجري خلال الدقائق الثلاث الأولى من الإقلاع أو خلال الدقائق الثماني قبل الهبوط، فجميع الحوادث في الهواء تجري خلال الـ 11 دقيقة هذه. ولذلك، يفترض على المسافرين خلال عمليات الهبوط والإقلاع التزام الحيطة والحذر والاستعداد لاحتمال حدوث أزمة غير متوقعة، بدلاً من قراءة الصحف والمجلات.
من الأشياء العديدة والحديثة التي تعمل عليها شركات الطيران هي وضع المقاعد بعكس اتجاه الرحلة، أو فرض حزام يتمتع بثلاث نقاط أمان. ويهدف الحزام المذكور إلى منع إصابة العمود الفقري مثلما جرى خلال الحادث الأخير في سان فرانسيسكو. بعض مصمّمي الطائرات يحاولون فرض المقاعد بعكس اتجاه الرحلة بسبب توفيرها داعماً أفضل للظهر والرقبة والرأس أثناء الهبوط غير المتوقع.
وتفيد تحاليل مديرية الأمان في النقل الجوي (NTSB) بأن %54 من المسافرين قُتلوا في الحوادت التي جرت بين الأعوام 1962 و1981. وقد انخفضت هذه النسبة بين الأعوام 1982 و2009 إلى %39 بفضل الإجراءات الكثيرة التي تم تبنيها، ومن ضمنها تقوية المقاعد وتحسين مخارج الطوارئ وتدريب الملاحين. وكما يفيد مدير المركز الدولي للنقل الجوي جون هانسمان، «إن السفر بالطائرة يمثل في الوقت الحاضر خطراً يوازي تقريباً الخطر الذي يمثله الصعود إلى الطوابق العليا بمساعدة الدرج الكهربائي المتحرك».
تعليقات
إرسال تعليق