يحكى ان احد الاشخاص ينتمي لأسرة متنفذه .. املاكها واسعة ومتفرقة في كثير من القرى والعزل .. في ذات يوم وبينما هو في طريقة الى احدى العزل لجمع الغلال من القرويين توقف للمبيت في بيت (مقهوية) فنادق ذاك الزمان .. وفي الصباح الباكر وكما هي عادت المسافر استيقظ ليتم فطوره ويتجهز لاكمال المسيرة ..
ادخلت الفطور فتاة يافعة يشع الحسن والجمال من ملامحها .. عينين كحيلتين تحت لثمة لا تغطي ابتسامة ثغر مضموم بين شفتين مكتنزتين .. وخدين متوردين بجمال طبيعي فاتن .. ليخر صاحبنا صريعا محبا ومتيما لعينيها .. وبعد السؤال عرف صاحبنا ان البنت هي بنت المقهوية .. واي فكرة للزواج تتعارض مع مكانته الاجتماعية حيث وهو من اسرة مرموقة ومعروفة .. لكن الحب في قلبه قد اصاب ما اصاب وقرر صاحبنا ان يتزوجها وليكن ما يكون ..
رفضت الام في البداية .. لكن تحت اصرار صاحبنا وحتى تهديده لها بانه سيقوم بخطف البنت وافقت على استحياء على طلبه على ان يتأجل الزواج لوقت اخر .. لكن صاحبنا اصر ان يتم زفافه في نفس اليوم كونه سيغيب لمجة شهر قبل ان يعود لمنزله من نفس الطريق ..تمت الملكه (عقد القران) وحمل صاحبنا عروسه وذهب لجمع الغلة من المزارعين ..
ومر شهر والام في انتظار ابنتها وعريسها ليمروا بمنزلها في طريق عودتهما الى بيته لكنهما تاخرا .. وبعد اسبوع انقضي بعد الشهر اتت البنت ولكن لوحدها مكسورة الجناح مصابة بكدمات وعليها علامات الاعياء الشديد .. سألتها الام بقلب ملهوف عن ماحدث وعن سبب تأخرها عن العودة واين زوجها .. فاجابت البنت انها وزوجها تعرضا لحادث تقطع فيه لصوص لهما ضربوهما وسرقوا اغراضهما .. اما زوجها فقد انقذها من اللصوص وفداها بروحه وبعد ان اوصلها الى تخوم قريتها انطلق لقريته ليطمئن اهله وعشيرتة وانه سيعود قريبا ..
انقبض قلب الام من القصة لسبب غامض .. لكنها ابتلعتها فرحا بسلامة وعودة ابنتها .. وانقضت الايام والاسابيع والشهور ومر عام ولم يظهر صاحبنا ولم يمر ليأخذ زوجتة .. في احد الايام استجمع قواة وقرر المرور ليعرف مصير زوجته من باب الفضول ..
وصل صديقنا الى القرية لينتشر خبر وصولة في القرية وتوجة بخطوات متثاقلة صوب منزل (المقهوية) .. ليتفاجاء بزوجتة في استقبالة تملاء وجهها الفرحة والسرور والاستبشار بوصولة .. حملت عنه اغراض سفرة بعد ان عانقتة وهمست في اذنه بكلمات لم تفهمها امها .. لكن تغير حالة وتبدلت ملامحة لترتسم على وجهه ابتسامة توحي بالرضى .. ترى ماذا قالت له؟
توجه مع زوجتة الى غرفتة وتم تجهيز طعام الغداء بما يليق بمقام صاحبنا .. وانقضت الايام بسرعة كان صاحبنا يسرق منها لحئات ليتفكر في السبب لما حصل .. ولماذا تصرفت زوجتة بهذا الشكل .. لكن الاسواء لماذا هو تصرف بهذا الشكل؟
انطلق صاحبنا لوحده هذه المره ليقوم بجمع الغلة من القرى المتناثرة .. وفي طريقة التقى بصديق قديم كبير في السن يعلم صاحبنا انه من ذوي الحكمة .. فاراد ان يستشيرة في امر يشغلة يخص احد اصدقاءه المقربين .. فاجاب الشيخ الجليل بالايجاب واخذ في الاستماع .. واخذ صاحبنا في سرد قصة صديقة باختصار
ان صديقا له اغرم ببنت (مقهوية) وبالرغم من الفارق الطبقي الاجتماعي الكبير بينهما الا انه احبها وتزوجها .. وبعد ان تزوجها وسافرا اخذ عقله وضميره يؤنبانه ويلومانه على فعلته في حق اسرتة .. وفي طريق العودة اراد التخلص منها فحاول قتلها .. وبالرغم من قسوته معها الا انها لم تقاومة فقد عرفت السبب من خلال صياحة وبالتالي ارادت ان تفتدي راحته بحياتها .. وبعد ان اغمي عليها قام برميها في وادي لتلقى حتفها
الا انها كانت محظوظة ومر بعض الرعاه وانقذوا حياتها لتعود لامها وتكذب عليها بأن قطاع طرق هم من قاموا بضربها وان زوجها انقذها ..
بعد عام عاد زوج البنت وتفاجىء باستقبال حار من زوجته وكذبها على اهلها ..
وجاء رأي الحكيم كالطامة على رأس صديقنا .. فقد اكد له الحكيم ان البنت بنت اصل وليست من الرعاع .. وان صديقة ليس ابن اصل وهو من الرعاع وقليلي الاصل .. اخذ صاحبنا جراحة وانطلق بعد جمع الغلة الى قرية زوجتة ليجتمع بامها على انفراد
فسألها عن ابو البنت .. وبعد تردد كبير اوضحت له ان ابو البنت شيخ كبير وان اهله ظلموها وطردوها من بيتها بعد موته لتضطر بالزواج من مقهوي والعيش في هذه القرية وهذا العمل .. فاتسع ثغره من هول المفاجئة .. فنبوءة الحكيم تحققت .. فماذا عن اصله هو
انطلق نحوا اسرتة .. واسرع في الارتماء عند قدمي امه لتقول له الحقيقة .. وبعد الحاح شديد واصرار كبير اتضحت حقيقه كبيره ومفاجئة لم يتوقعها .. فابوه قطيع لا ينجب اطفال .. لكن امه اعجبت بـ (دوشان) مر في احد الاعراس لتختلي به وتحمل بطفلها (صاحبنا) سفاحا ..
ومن هنا اتى المثل القائل: اذا غابت الاصول دلت الافعال ..
تعليقات
إرسال تعليق