امتد حكم الغساسنة في منطقة الشام، وتحديدا في جنوب سوريا والأردن وصولا إلى
خيبر، لأربعة قرون، منذ بدايات القرن الثالث الميلادي، وحتى دخول الإسلام إلى الشام، وشكلوا أكثر من تنظيم وتحالف في المنطقة، واتخذوا ملوكا كان أولهم جفنة بن عمرو، وأشهرهم الحارث بن جبلة، وارتبط الغساسنة بعلاقة وثيقة مع الروم، وذلك في مواجهة الفرس وحلفائهم من المناذرة.
وكان للغساسنة سطوة كبيرة على القبائل العربية، وعلاقات متميزة مع قريش، حيث أن التجارة في إقليم الشام كانت تتطلب أن يحتفظ القرشيون بثقة الغساسنة ورضاهم، وعلى الرغم من العلاقات الوثيقة مع الروم، إلا أن أنماط الحياة العربية، بما فيها التقاليد والأعراف الاجتماعية، كانت هي السائدة والمميزة لهذه القبائل التي اتخذت من بصرى الشام عاصمة لها، قبل أن تنتقل لاحقا إلى الجابية في مرتفعات الجولان.
تشكلت القبائل الغسانية من هجرات القبائل الأزدية من اليمن نحو الشمال، وأخذت الاسم في بئر بمنطقة تهامة استقرت حوله فترة من الزمن، وعرفت القبائل الغسانية بالكرم الشديد لوجودها على مفترق طرقات تجارية مهم في ذلك الزمن.
كما عرفوا بالقوة والشجاعة الأمر الذي مكنهم من حماية دولتهم التي كان الفرس يطمحون دائما الى السيطرة عليها للوصول إلى المتوسط ومصر وما وراءها، وتوزعت القبائل الغسانية في الفتوحات الإسلامية وخاصة في منطقة شمال افريقيا مع بقاء العديد من القبائل التي تنتمي إلى الغساسنة في منطقة الشام وخاصة في الأردن.
تعليقات
إرسال تعليق