القائمة الرئيسية

الصفحات

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ


عن بريدة بن الحصيب الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من
المسلمين خيرا، وقال: اغزوا بسم الله وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليدا) رواه مسلم.

وفي رواية أخرى: (ولا تقتلوا وليدًا، فهذا عهدُ رسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنتِه فيكم).

وعن رباح بن الربيع بن صيفي قال: (كنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلا، فقال: انظر على ما اجتمع هؤلاء؟، فجاء، فقال: امرأة قتيل، فقال: ما كانت هذه لتقاتل، وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعث رجلا، فقال: قل لخالد: لا يقتلن امرأة، ولا عسيفا (أجيرا) رواه أبو داود.

إن نهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن قتل الضعفاء أو الذين لم يشاركوا في القتال من الكافرين، كالرهبان والنساء والشيوخ والأطفال، أو الذين أجبروا على القتال، كالفلاحين والأجراء (العمال)، شيء تفرد به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تاريخ الحروب في العالم، فما عُرِف قبل الإسلام ولا بعده حتى اليوم مثل هذا الهدي النبوي الفريد المليء بالرحمة مع من كفر به وحاربه. 

وكلما تأملنا في سيرة وشمائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نجد الكمال في أخلاقه، والسمو في تعاملاته، فكمالات خُلُقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ آية كبرى على صدقه وفضله، وعلم من أعلام نبوته ورسالته، وقد مدحه الله ـ عز وجل ـ بقوله: «» وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ « (القلم:4)،

 ومن الكمال الخُلُقي الذي تحلى به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رحمته التي شملت الصغار والكبار، والمؤمنين والكفار، وصدق الله ـ عز وجل ـ القائل عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ: « وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ « (الأنبياء:107).
Reactions

تعليقات