صوت أميركي مُحذر
في الآونة الأخيرة، علت أصوات مجموعة من العلماء المهتمين بالصحة العامة مُحذرة من الوقوع في وهم السجائر الإلكترونية. ويصلح نموذجاً لهذه الصيحات، رأي الباحث الأميركي توماس إيسنبرغ، وهو أستاذ علم النفس في «جامعة كومنولث» في ولاية فيرجينيا وأحد كبار الباحثين في آثار النيكوتين والقطران على السلوك البشري.
قد يعجبك ايضا
وتُستهل هذه المحاضرة بالإشارة إلى أن السجائر الإلكترونية صممت لتقديم النيكوتين، من دون المُسرطِنات المرتبطة بالتبغ. وتوضح محاضرة إيسنبرغ أن تأثير السجائر الإلكترونية ما زال مجهولاً، وإن المواد الموجودة فيها لم يجر رصدها ولا تنظيمها، ما يعني أن آثارها غير مفهومة علمياً.
وتشير المحاضرة إلى أن السجائر الإلكترونية دخلت الأسواق العالمية في العام 2004، وهي أجهزة تدخين تعمل بالبطارية. وغالباً ما يجري تسويقها كبديل صحي لتدخين سجائر التبغ. وتعمل معظم السجائر الإلكترونية عِبر تسخين سائل يتألف من البروبيلين غليكول والنيكوتين، إضافة إلى بعض المنكهات.
ويستعيد إيسنبرغ دراسة أشرف عليها «مكتب الغذاء والدواء» الأميركي في2009، تفيد بأن مستويات النيكوتين الفعلي لا تتفق مع ما يعرض على علب السجائر الإلكترونية. ويشير إلى أن هذه العِلَب لا تتضمن تحذيرات صحية، على رغم تفاوت مستوى النيكوتين بين أنواع السجائر الإلكترونية. ويلفت إلى أن النيكوتين يمكن أن يكون قاتلاً إذا أخذ بجرعات عالية. وينبه إلى وجود بعض العناصر المسببة للسرطان في أنواع معينة من السجائر الإلكترونية، وهذا ما دفع خبراء الصحة العامة إلى إصدار تحذيرات متنوعة للجمهور.
ويبين إيسنبرغ غياب الدراسات عن مخاطر الـ «بروبيلين غليكول» المستخدم في السجائر الإلكترونية، وعن قدرة هذه الأخيرة على اجتذاب غير المدخنين إلى هذه العادة، ما يعني إمكان تحولهم مدخنين حقيقيين. ويورد إيسنبرغ الواقعة التالية: «إلى أن نعرف أكثر من ذلك، يشكل تسويق السجائر الإلكترونية تجربة غير منضبطة، ونتائجها غير معروفة».
وتتمحور بحوث إيسنبرغ على التأثير السلوكي للأدوية في تعاطي المخدرات، مع التركيز بشكل شبه حصري على النيكوتين والتبغ. وكذلك يعمل حاضراً، بتمويل من «معاهد الصحة الوطنية» National Institutes of Health الأميركية، على تطوير وسائل لتقويم تعرض المدخنين لمنتجات التبغ، وفهم المعارف والمعتقدات والمواقف المرتبطة بتدخين النارجيلة أيضاً. ويجري إيسنبرغ بحوثاً على النارجيلة في الولايات المتحدة والأردن ولبنان وسورية.
الحياة
تعليقات
إرسال تعليق