القائمة الرئيسية

الصفحات


وما النَّاسُ إِلَّا واجِدٌ غَيْرُ مَالِكٍ  لِمَا يَبْتَغِي أَوْ مَالِكٌ غَيْرُ وَاجِدِ


  

وَلَمْ أَرَ أَمْثَالَ الرِّجَالِ تَفَاوَتَتْ  إِلَى الفَضْلِ حَتَّى عُدَّ أَلْفٌ بِوَاحِدِ

  

وَلَنْ تَسْتَبِينَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ نِعْمَةٍ  إذَا أَنتَ لَمْ تُدْلَلْ عَلَيْهَا بِحَاسِدِ


وأَحَبُّ آفَاقِ البِلادِ إلى الفَتَى  أَرْضٌ يَّنَالُ بِها كَرِيمَ المَطْلَبِ

  

ويَكْفِي الفَتَى مِن نُّصْحِهِ ووَفائِهِ  تَمَنِّيهِ أَن يَّرْدَى ويَسْلَمَ صَاحِبُهْ

  

والنَّاسُ ضَرْبَانِ إِمَّا مُظْهِرٌ مِّقَةً  يُثْنِي بِنُعْمَى وإمَّا مُضْمِرٌ حَسَدَا



سَأَحْمِلُ نَفْسِي عِندَ كُلِّ مُلِمَّـةٍ  عَلَى مِثْلِ حَدِّ السَّـيْفِ أَخْلَصَهُ الهِنْدُ
ل

ِيَعْلَمَ مَنْ هابَ السُّـرَى خَشْيَةَ الرَّدَى  بأنَّ قَضـاءَ اللهِ لَيْـسَ لَهُ رَدُّ


فإنْ عِشْتُ مَحْمودًا فَمِثْلِي بَغَى الغِنَى  لِيَكْسِبَ مَـالًا أوْ يُنَثَّ لَهُ حَمْدُ


وإن مِّتُّ لَمْ أَظْفَـرْ فَلَيْسَ عَلَى امْرِئٍ  غَـدَا طَالِبًا إِلَّا تَقَصِّـيهِ والجَهْدُ


إِذَا العَيْنُ رَاحَتْ وَهْيَ عَيْنٌ عَلَى الجَوَى  فَلَيْسَ بِسِرٍّ مَّا تُسِرُّ الأضَالِعُ

  

وَهَلْ يَتَكَافَا النَّاسُ شَتَّى خِلالُهُمْ  وما تَتَكافَا في اليَدَيْنِ الأصَابِعُ

  

أَرَى الشُّكْرَ في بَعْضِ الرِّجَالِ أمانَةً  تَفَاضَلُ والمَعْرُوفُ فيهِمْ وَدَائِعُ

هَلْ أنتَ صَارِفُ شَيْبَةٍ إِنْ غَلَّسَتْ  في الوَقْتِ أَوْ عَجِلَتْ عَنِ المِيعَادِ

جَاءَتْ مُقَـدِّمَةً أَمَـامَ طَوَالِعٍ  هَذِي تُرَاوِحُـنِي وتِلْكَ تُغَـادِي

وأَخُو الغَبِيـنَةِ تَاجِـرٌ في لِمَّـةٍ  يَشْرِي جَديدَ بَياضِهَا بِسَـوَادِ

لا تَكْذِبَـنَّ فَمَا الصِّـبَا بِمُخَلَّفٍ  فِيـنَا ولا زَمَنُ الصِّـبَا بِمُعَادِ

وأرَى الشَّبَابَ علَى غَضارَةِ حُسْنِهِ  وَجَمالِهِ عَـدَدًا مِّنَ الأعْدَادِ



ومَا تَحْسُنُ الدُّنْيَا إذَا هِيَ لَمْ تُعَنْ  بآخِرَةٍ حَسْنَاءَ يَبْقَى نَعِيمُها

  

وما هَذِهِ الأخْلاقُ إلَّا مَوَاهِبٌ  وإلَّا حُظُوظٌ في الرِّجَالِ تُقَسَّمُ

  

وَلَرُبَّمَا عَثَرَ الْجَوادُ وشَأْوُهُ  مُتَقَدِّمٌ وَنَبَا الْحُسَامُ القاطِعُ


وحُسْنُ دَرَارِيِّ الكَوَاكِبِ أَنْ تُرَى  طَوَالِعَ في دَاجٍ مِّنَ اللَّيْلِ غَيْهَبِ

  

وحَسْبُ أخي النُّعْمَى جَزَاءً إذَا امْتَطَى  سَوَائِرَ مِن شِعْرٍ عَلَى الدَّهْرِ خالِدِ

  

ولا بُدَّ مِنْ تَرْكِ إحْدَى اثْنَتَيْـ  ـنِ إمَّا الشَّبابِ وإمَّا العُمُرْ 


ولَيْسَ العُلا دَرَّاعَةٌ ورِدَاؤُها  ولا جُبَّةٌ مَّوْشِيَّةٌ وقَمِيصُها

  

وهَلْ دُموعٌ أفاضَ النَّهْيُ رَيِّقَها  تُدْني مِنَ البُعْدِ أو تَشْفي مِنَ الكَمَدَ

  

ومِنَ السَّفاهَةِ أن تَظَلَّ مُكَفْكِفًا  دَمْعًا عَلَى طَلَلٍ تَأَبَّدَ مُقْفِرِ


النَّـاسُ إِمَّا أَخُـو شَـكٍّ يُّرَبِّثُـهُ  عَن شَأْنِهِ أَوْ أخُو عَزْمٍ مَّضَـى قُدُمَا

مَا لي أَرَى عُصَـبًا خَفَّتْ إلَى وَرَقِ الدْ  دُنْيَا وأَغْفَلَتِ الأخْطَـارَ والهِمَمَا

يَبْتَدِرُونَ الْحُطَـامَ الْمُسْتَعَارَ وَلَـمْ  يُهْـدَوْا فَيَبْتَدِرُوا الأخْلَاقَ والشِّيَمَا

إذَا ابْتَـدَا بُخَـلاءُ النَّاسِ عَـارِفةً  يَتْبَـعُهَا الْمَنُّ فالْمَرْزُوقُ مَنْ حُرِمَا

خَـلِّ الثَّـرَاءَ إذا أَخْزَتْ مَغَبَّـتُهُ  واخْتَـرْ عَلَيْهِ عَلَى نُقْصَـانِهِ العَدَمَا 


والدَّمْـعُ سَيْلٌ مَّتَـى عَلَّيْتَ جِرْيَتَهُ  أبَى الرُّجُوعَ وإِنْ صَـوَّبْتَهُ انْدَفَعَا

تَنَكَّـرَ العَيْشُ حَتَّى صَـارَ أَكْدَرُهُ  يَأْتِي نِظَامًـا ويَأْتِي صَفْـوُهُ لُمَعَا

وآنَسَتْ مِنْ خُطُوبِ الدَّهْرِ كَثْرَتُها  فَلَيْسَ يُرْتَاعُ مِنْ خَطْبٍ إذَا طَلَعَا

  

فَقْدُ الشَّقِيـقِ غَرَامٌ مَّا يُـرَامُ وفي  فَقْدِ التَّجَمُّـلِ وَهْنٌ يُّعْقِبُ الظَّلَـعَا

كِلاهُمَا عِبْءُ مَكْـرُوهٍ إذَا افْتَرَقَا  فكَيْفَ ثِقْلُهُمَا الْمُوهِـي إذا اجْتَمَعَا

لَيْسَ الْمُصيبَةُ في الثَّاوِي مَضَى قَدَرًا  بَلِ الْمُصيبةُ في البَاقي هَفَـا جَزَعَا

إنَّ البُكـاءَ علَى الماضِينَ مَكْـرُمَةٌ  لَوْ كانَ مَـاضٍ إذا بَكَّيْتَهُ رَجَـعَا

صُعُـوبَةُ الرُّزْءِ تُلْقَى في تَوَقُّعِـهِ  مُسْتَقْبَـلًا وانْقِضَاءُ الرُّزْءِ أن يَّقَـعَا



وإِذَا صَحَّـتِ الرَّوِيَّةُ يَوْمًـا  فَسَـوَاءٌ ظَنُّ امْرِئٍ وعِيَـانُهْ

إن تَغَطَّى عَنكَ الأَصَادِقُ تُبْدِي  شِـدَّةُ الدَّهْرِ عَنْهُمُ ولِيَانُهْ

يُعْرَفُ السَّيْفُ بالضَّرِيبَةِ يَلْقَا  هَا ويُنبِي عَنِ الصَّدِيقِ امْتِحَانُهْ

وإذَا ما أرَابَ دَهْـرٌ فَمِنْ أَعْـ  ـدَاءِ شَـاجٍ بِرَيْبِهِ إِخْوَانُهْ

فَالْهُ عَن نَّبْـوَةِ الأخِلَّاءِ إذْ كَا  نَ عَتِيدًا في كُلِّ عُودٍ دُخَانُهْ


رَأَيْتُ الْحَـزْمَ في صَدَرٍ سَـرِيعٍ  إذَا اسْتَوْبَأْتُ عَاقِبَـةَ الوُرُودِ

وكُنتُ إذا الصَّدِيقُ رَأَى وِصَالِي  مُتَاجَرَةً رَّجَعْتُ إلى الصُّدُودِ

  

لا تُنكِرَن مِّنْ جَارِ بَيْتِكَ أَنْ طَوَى  أَطْنَابَ جَانِبِ بَيْتِهِ أَوْ قَوَّضَا

فالأَرْضُ وَاسِـعَةٌ لِّنُقْلَةِ رَاغِبٍ  عَمَّن تَنَقَّـلَ عَهْدُهُ وتَنَقَّضَـا


قَدْ يُنَسِّي الصَّدِيـقَ عَمْدُ تَنَاسِيـ  ـهِ ويُسْلِي عَنِ الحَبِيبِ صُدُودُهْ

والفَتَـى مَنْ إذا تَرَبَّـدَ خَطْـبٌ  أَشْـرَقَتْ رَاحَتَاهُ واهْتَزَّ عُـودُهْ

لا اللَّفَـا رِفْدُهُ ولا خَبَـرُ الغَيْـ  ـبِ نَدَاهُ ولا النَّسِـيئَةُ جُودُهْ

ومَا يُعْذَرُ الْمَوْسُومُ بِالشَّيْبِ أَن يُّرَى  مُعَارَ لِبَاسٍ لِّلتَّصَابِي ولا وَسْمِ

  

إذَا الْمَرْءُ لَمْ يَجْعَلْ غِنَاهُ ذَرِيعَةً  إلَى سُؤْدَدٍ فاعْدُدْ غِنَاهُ مِنَ العُدْمِ

  

وهَلْ يُمْكِنُ الأَعْدَاءَ وَضْعُ فَضِيلَةٍ  وقَدْ رُفِعَتْ لِلنَّاظِرِينَ مَعَ النَّجْمِ


عَدَدٌ تَكامَـلَ للذَّهَابِ مَجِيئُهُ  وإذَا مُضِيُّ الشَّيْءِ حَانَ فَقَدْ مَضَى

خَفِّـضْ عَلَيْكَ مِنَ الهُمُومِ فإِنَّمَا  يَحْظَى بِراحَـةِ دَهْرِهِ مَنْ خَفَّضَا

وارْفُضْ دَنِيَّـاتِ الْمَطَامِعِ إنَّـها  شَـيْنٌ يَّعُرُّ وحَقُّهَا أنْ تُرْفَضَـا


والْحَمْدُ أَنْفَسُ ما تَعَوَّضَهُ امْرُؤٌ  رُزِئَ التِّلادَ إِنِ الْمُرَزَّأُ عُوِّضَا

  

وهَلْ في تَمَادِي الدَّمْعِ رَجْعٌ لِّذَاهِبٍ  إذَا فَاتَ أَوْ تَجْدِيدُ عَهْدٍ لِّدَاثِرِ

  

ومَا تُنْبِتُ البَطْحَاءُ مِنْ غَيْرِ وَابِلٍ  ولا يَسْتَدِيمُ الشُّكْرَ غَيْرُ جَوَادِ


نَجْهَلُ نَفْعَ الدُّنْيَا فَنَدْفَعُهُ  وقَدْ نَرَى ضَـرَّهَا فَنَجْتَلِبُهْ

لا يَيْأَسِ الْمَرْءُ أَن يُّنَجِّيَهُ  مَا يَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّهُ عَطَبُهْ

يَسُرُّكَ الشَّيْءُ قَدْ يَسُوءُ وكَمْ  نَوَّهَ يَوْمًا بِخَامِلٍ لَّقَبُهْ


فَاضَلَ بَيْنَ الإِخْوَانِ عُسْرِي وعَن  ظَلْمَاءِ لَيْلٍ تَفَاضَلَتْ شُهُبُهْ

وعُدَّتِي لِلْهُمُـومِ إِن طَرَقَتْ  تَوْخِيدُ ذَاكَ الْمَطِـيِّ أَوْ خَبَبُهْ

  

لا أَحْفِـلُ الْمَرْءَ أَوْ تُقَدِّمَهُ  شَتَّى خِصَالٍ أَشَفُّهَا أَدَبُهْ

ولَسْتُ أَعْتَدُّ لِلْفَتَى حَسَبًا  حَتَّى يُرَى في فَعَالِهِ حَسَبُهْ


رَأَى التَّواضُعَ والإنْصَافَ مَكْرُمَةً  وإِنَّمَا اللُّؤْمُ بَيْنَ العُجْبِ والتِّيهِ

  

أَعُدُّ سِنِيَّ فَارِحًا بِمُرُورِهَا  ومَأْتَى الْمَنَايَا مِنْ سِنِيَّ وأَشْهُرِي

  

هَلِ الدَّهْرُ إِلَّا غَمْرَةٌ وانْجِلاؤُهَا  وَشِيكًا وإلَّا ضِيقَةٌ وانْفِرَاجُهَا



والعَيْـشُ ما فَارَقْتَهُ فَذَكَـرْتَهُ  لَهَفًا ولَيْسَ العَيْشُ مَا تَنْسَـاهُ

لَوْ أَنَّنِي أُوفِي التَّجارِبَ حَقَّهَا  في مَا أَرَتْ لَرَجَوْتُ مَا أَخْشَاهُ

والشَّيْءُ تُمْنَعُهُ تَكُونُ بِفَوْتِهِ  أَجْـدَى مِنَ الشَّيْءِ الَّذي تُعْطَاهُ

خَفِّضْ أَسًـى عَمَّا شَآكَ طِلابُهُ  ما كُلُّ شَـائِمِ بَارِقٍ يُّسْقَاهُ

مَا الْمَرْءُ تُخْبَرُ عَنْ حَقيقةِ سَرْوِهِ  كَالْمَرْءِ تَخْبُرُ سَرْوَهُ وتَراهُ

  

لا عُذْرَ لِلشَّجَرِ الَّذي طابَتْ لَهُ  أَعْرَاقُهُ أَلَّا يَطِيبَ جَنَاهُ

  

وَكُلٌّ لَّهُ فَضْلُهُ والْحُجُو  لُ يَوْمَ التَّفَاضُلِ دُونَ الغُرَرْ

فَلَوْ فَهِمَ النَّاسُ التَّلاقِي وحُسْنَهُ  لَحُبِّبَ مِنْ أَجْلِ التَّلاقِي التَّفَرُّقُ

  

والسَّيْفُ إِن نَّقِيَتْ حَدِيدَتُهُ  في الطَّبْعِ طَابَ ولَمْ يُخَفْ طَبَعُهْ

  

والبَحْرُ تَمْنَعُهُ مَرارَتُهُ  مِنْ أَنْ تَسُوغَ لِشَارِبٍ جُرَعُهْ


يَعْشَى عَنِ الْمَجْدِ الغَبِيُّ ولَنْ تَرَى  في سُؤدَدٍ أَرَبًا لِّغَيْرِ أَرِيبِ

  

وَأَرَى النَّجابةَ لا يَكونُ تَمامُها  لِنَجيبِ قَوْمٍ لَّيْسَ بِابْنِ نَجِيبِ

  

ولَيْسَ يُلَقَّى الْحَزْمَ إِلَّا ابنُ حَازِمٍ  ولَيْسَ يَسُوسُ النَّاسَ إِلَّا ابنُ سَائِسِ


فَلَوْلَا البُعْدُ ما طُلِبَ التَّدَانِي  ولَوْلَا البَيْنُ مَا عُشِقَ التَّـلاقِي

وخُسْرانُ الْمَوَدَّةِ في السَّجايا  كَخُسْرَانِ التِّجارَةِ في الوِرَاقِ

وحَـقٌّ مَّا تَأَمَّـلْنَا هِـلالًا  بأَقْصَـى الأُفْـقِ إِلَّا عَن مُّحَاقِ

فإِلَّا نَقْتَبِـلْ عَهْـدًا رَّضِـيًّا  بَعِـيدًا مِّـن نُّبُـوٍّ وانْفِتَـاقِ

فقَـدْ يَتَعاشَرُ الأقْـوَامُ حِينًـا  بِتَلْفِيـقِ التَّصَنُّـعِ والنِّفَاقِ

وتَأْتِي الدَّلْـوُ مَلأَى بَعْدَ وَهْيٍ  مِنَ الأَوْذَامِ فيها والعَـرَاقِي

Reactions

تعليقات