تقوم فكرة بنك روائح المجرمين على أخذ بصمة العرق من ملابس المجرمين ثم يتم تخزين رائحة العرق في حاويات بلاستيكية لا ينفذ لها الهواء في درجة حرارة قدرها 18 درجة مئوية تحت الصفر بغرض مقارنتها لاحقاً بروائح العرق التي يُعثر عليها بوسائل علمية متقدمة في مسرح الجريمة.
أما المقارنة فيقوم بها الكلب البوليسي الذي يمتلك أقوى حاسة شم في العالم ، فأنف الكلب البوليسي وحدها هي التي تؤكد أو تنفي تطابق الروائح المخزنة مع الروائح المأخوذة من مسارح الجرائم ، وعلى الرغم من أن علم الأدلة الجنائية قد أثبت أن بصمة العرق مثل بصمة الاصبع في تفردها وقطعيتها في إثبات الجريمة إلا أن معظم قوانين الاثبات في العالم لا تدين أي انسان إذا كانت البينة الوحيدة المقدمة ضده هي بينة الكلب البوليسي.
ويبدو أن هذا الموقف القانوني قد نشأ من فكرة أنه لا تجوز إدانة انسان بموجب بينة مقدمة من حيوان لا يفصح ولا يبين ولا يمكن مناقشته في رأيه القائم على الشم فقط لا غير، وعلى الرغم من ذلك فإن بينة الكلب البوليسي تعتبر بينة ظرفية قوية ويمكنها إدانة المتهم إذا عُضدت ببينات ظرفية أخرى قوية تذهب كلها في اتجاه إدانة المتهم وتتعارض مع براءته.
في العالم العربي، أعلنت دولة قطر مؤخراً أنها قامت بافتتاح أول بنك لروائح المجرمين في الشرق الأوسط يشكل نقلة نوعية في تطوير وتحديث قسم الأثر التابع لإدارة الأدلة والمعلومات الجنائية بوزارة الداخلية القطرية الذي تم إنشاؤه في عام 1975، لأن مجرد إنشاء بنك من هذا القبيل سيشكل قوة ردع جنائي هائلة ويجعل أرباب السوابق الجنائية يحجمون عن ارتكاب الجرائم لعلمهم المسبق بأن حاويات بصمات العرق وأنوف الكلاب البوليسية ستكون لهم بالمرصاد.
ومما لا شك فيه أن هذه التقنية الغريبة ، التي تزاوج بين قمة التقدم التكنولوجي ممثلة في تقنية تخزين بصمة العرق، وقمة التطور الطبيعي ممثلة في قدرات أنف الكلب البوليسي الفذة.
فقد أثبتت نجاحاً هائلاً عندما طبقت في مدينة نانجينج بشرق الصين في عام 2006 فقد مكنت الشرطة الصينية من تعقب واصطياد عدد كبير من المجرمين.
تعليقات
إرسال تعليق