رغم التخطيط المسبق لما يجب على المرء إنجازه في اليوم، إلا أنه عندما يحين وقت التنفيذ لا يجد في نفسه الرغبة إلا لشيء واحد، هو النوم.
لقد تبين من خلال التجارب أن "دوامة الكسل" التي تمر بنا في كثير من الأحيان، تتمكن من السيطرة على معظم جوانب حياتنا سواء العملية أو الاجتماعية أو غيرها من الجوانب الأخرى. وتستمر هذه السيطرة إلى أن نتمكن من إحداث نوع من التغيير على حياتنا.
"دوامة الكسل" تلك تبدأ من خلال قيام المرء بتأجيل إكمال قراءة ذلك الكتاب الذي بدأ به، يكون التأجيل في اليوم الأول نظرا لتأخر الوقت وضرورة الاستيقاظ مبكرا، وفي اليوم التالي يكون بسبب الإرهاق من مشاغل اليوم. ويستمر هذا التأجيل يوما بعد يوم ولأعذار مختلفة إلى أن يعتاد المرء عليه.
من خلال ما سبق، وحسب ما ذكر موقع "PTB"، فإن الكسل ما هو إلا عادة تبرمج العقل عليها ولا تحتاج إلا لتغيير ليتمكن المرء من التخلص منها. وللوصول إلى هذا التغيير، فإن المرء يحتاج لمزيج من الطاقة العقلية والجسدية، فضلا عن اتباع الخطوات الآتية:
- حفز نفسك: في حال لم يكن لديك ما تريد فعله سواء ما يخص عملك أو حتى هواياتك، فإنه لا داعي لأن تسعى لامتلاك الطاقة. من المعلوم أن لكل منا 24 ساعة يوميا والأمر بأيدينا كيف تريد أن نمضيها. وبما أن الكسل يعني تأجيل الأمور التي يتوجب على المرء إنجازها، فإن الخطوة الأولى لمقاومة الكسل تكون عبر تحديد المهام التي علينا إنجازها. أحد الأخطاء التي يقع بها البعض تكون عبر قيامهم بأي عمل بصرف النظر عن أهميته فقط من أجل مقاومة الخمول الذي يشعرون به، فهذا الأسلوب لن يشعر المرء بالتقدم وسيعود للبحث عن الأعذار من أجل التأجيل. لذا عليك أن تفكر بالسؤال الآتي: لو أن هناك ساعة إضافية في اليوم تكون مليئة بالنشاط والطاقة، ما الشيء الذي ستنجزه خلالها؟ يمكنك اعتبار إجابتك الخطوة الأولى للتخلص من الكسل.
- الحاجة الملحة: للأسف، فإن الحافز وحده لا يكفي، ففي حال لم تشعر أن ما عليك إنجازه هو شيء ملح، فإنك ستجد سهولة ورغبة في تأجيله. والسؤال كيف نشعر أن ما نريد إنجازه يعد أمرا ملحا بالفعل؟ إحدى الطرق الكفيلة بتحقيق هذه النتيجة تكون عبر استخدام المرء لمخيلته، فعلى سبيل المثال؛ حاول أن تتخيل أن هناك فرصة عمل تنتظرك في العام المقبل وهذه الفرصة ستؤخر من إنجاز ما تريد إنجازه لفترة من الزمن نظرا لانشغالك بها، وبالتالي فإن الحل أن تقوم بإنجاز ما تريد الآن حتى تكون مستعدا لاستقبال العمل القادم لديك. هذه الطريقة ليست سوى مثال بسيط للوصول لقناعة بضرورة الإسراع بإنجاز ما تريد، ويمكنك اللجوء لطرق أخرى، لكن المهم أن تصل لحالة من الاقتناع بأنه لا يوجد مجال للتأجيل.
- احصل على الطاقة: لن أتحدث هنا عن أهمية الغذاء الصحي وممارسة الرياضة لتنشيط الجسم ومده بالطاقة المناسبة، لكن سأقول إن التجارب أثبتت حقيقة أن "ساعات اليوم ليست متساوية القيمة". فعلى سبيل المثال، ومن خلال التجارب العملية، تبين أن ساعات الصباح الأولى تعد أكبر قيمة من ساعات المساء فيما يتعلق بقدرة المرء على الإنجاز، والسبب بهذا أن العقل في الصباح يكون هادئا وبعيدا عن المشاكل والضغوطات الخارجية، لذا ينبغي على المرء استغلال هذا الوقت لأقصى درجة ممكنة. لذلك فإن أفضل نصيحة يمكن تقديمها في هذا الشأن هي محاولة أن يعتاد المرء على الاستيقاظ باكرا، وحتى لو شعر بالإرهاق لفترة من الزمن، لكن هذا لن يدوم طويلا وسيعتاد الجسم على أسلوب الاستيقاظ الباكر وسيشعر المرء بالنشاط والقدرة على إنجاز ما يرغب بإنجازه.
- التقييم: مثلما عرفنا أن الكسل ما هو إلا عادة يعتادها المرء، وللتخلص منها يجب أن يبدلها بعادة أقوى وأثبت منها، وبما أننا لا نريد أن نقرأ هذه النصائح ونجربها لفترة من الوقت ثم ننساها، فإن الأفضل أن نقوم بين فترة وأخرى بنوع من التقييم لتعريف أنفسنا على درجة التقدم التي وصلنا لها. وللقيام بهذا التقييم يمكنك كتابة الأسئلة اليومية الآتية والإجابة عنها في آخر اليوم:
- ما الوقت من اليوم الذي تمكنت فيه من تجاوز مشاعر الكسل لدي وكيف تمكنت من هذا الأمر؟
- ما الوقت من اليوم الذي قمت بتأجيل ما عليّ القيام به وكيف كانت نتائج هذا التأجيل؟
هذا التقييم سيساعدك على معرفة مكامن قدرتك على تجاوز الشعور بالكسل والاستفادة من تلك القدرة بأقصى درجة ممكنة.
علاء علي عبد