القائمة الرئيسية

الصفحات

إذا اختلف اللصان ظهر السارق- قصة من كليلة ودمنة




يُقال إن ناسكاً حصل من رجل على بقرة حلوب، فانطلق بها إلى منزله، فتبعه لص بهدف سرقتها، وتبعه شيطان يريد اختطافه. فقال الشيطان للص: «من أنت؟». قال: «أنا اللص.
أريد أن أسرق هذه البقرة من الناسك إذا نام. فمن أنت؟». قال: «أنا الشيطان. أريد اختطافه إذا نام، فاذهب إلى غايتي لإغوائه».

وصلوا إلى المنزل، فدخله الراهب، ودخل وراءه اللص والشيطان. أدخل الراهب البقرة منزله، فربطها في زاوية منه، ثم تعشّى ونام، فأقبل اللص والشيطان يتآمران عليه، فاختلفا على من يبدأ بسرقته أولاً.

فقال الشيطان للص: «إن أنت بدأت بسرقة البقرة فربما جلبتها توقظ الناسك فيصيح، فيجتمع الناس علينا، فلا أقدر على اختطافه، فاتركني ريثما اختطفه، وبعدها فشأنك وما تريد».

خاف اللص إن بدأ الشيطان باختطاف الناسك فربما استيقظ وصرخ فأضاع عليه سرقة البقرة، فقال له: «لا، بل انتظرني أنت حتى آخذ البقرة، وبعدها شأنك وما تريد».

فلم يزالا يتجادلان حتى اختلفا، فغضب اللص وصاح: «أيها الناسك، انتبه، فهذا الشيطان يريد اختطافك». ونادى الشيطان: «أيها الناسك، انتبه، فهذا اللص يريد أن يسرق بقرتك». فانتبه الناسك وجيرانه لأصواتهما، فهرب الخبيثان من دون أن يحصلا على مرادهما.

فسبحان الله! ما اتفق سارقان على جريمة إلا واختلفا بعدها على من يفوز بمعظمها. وقد قيل: إذا اختلف اللصان ظهر السارق، وانكشفت مسروقاتهما، ولو إلى حين، وها نحن ننتظر.

 «مثل الناسك واللص والشيطان» مقتبسة من كتاب «كليلة ودمنة».


Reactions

تعليقات