هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع المستخدم لتغيير هاتفه الذكي وشراء موديل جديد؛ مثل تمتع الجهاز الجديد بسرعة أكبر لتصفح الإنترنت أو تجهيزه بشاشة أكبر أو أنه
مزود بأحدث الوظائف. وعند تغيير الهاتف الذكي، يواجه المستخدم صعوبة كبيرة في نقل جهات الاتصال والرسائل والتطبيقات والبيانات الأخرى المخزنة على الهاتف الذكي القديم إلى الموديل الجديد. وببعض الوسائل البسيطة؛ كالحاسوب والتخزين السحابي، يمكن للمستخدم التغلب على هذه الصعوبات.
وأوضح البروفيسور أوفه باومغارتن، خبير علوم الكمبيوتر بالجامعة التقنية في ميونيخ، أن أسهل طريقة لتغيير الهاتف الذكي هي شراء "موديل جديد من العائلة نفسها"، فعلى سبيل المثال؛ يمكن لأصحاب الهاتف الذكي "آي فون" شراء الإصدارات الأحدث من جهاز أبل الشهير، أما بالنسبة لأصحاب الهواتف الذكية المزودة بنظام تشغيل غوغل أندرويد فمن الأفضل شراء الأجهزة الأحدث المزودة بنظام التشغيل نفسه.
وأضاف الخبير الألماني أن جميع البيانات والتطبيقات في حالة أجهزة أبل تكون مخزنة في برنامج "آي تيونز" أو على خدمة الحوسبة السحابية "آي كلاود". أما في حالة الهواتف العاملة بنظام أندرويد، فإنه يتم نقل البيانات عن طريق حساب غوغل. وفي مثل هذه الحالات، يكفي ربط الهاتف الجديد بالحساب القديم، وبعد ذلك ستتوافر جميع جهات الاتصال والبيانات الأخرى مثل مُدخلات التقويم أو الملاحظات على الهاتف الذكي الجديد.
سهولة النقل
وغالباً ما تتم عملية التغيير المُعقدة بين أنظمة التشغيل المختلفة بشكل جيد تماماً عن طريق خدمة الحوسبة السحابية؛ حيث يتمكن المستخدم عن طريق خدمة "آي كلاود" وحسابات غوغل ومايكروسوفت من تصدير واستيراد جهات الاتصال بصيغة vCard، علاوة على أنه يتم دعم معيار iCal لمُدخلات التقويم في جميع خدمات الحوسبة السحابية تقريباً. وإذا رغب المستخدم في مزامنة بياناته مع الخوادم الخاصة بالشركات المقدمة للخدمة، يمكنه نقل البيانات بسهولة وراحة من خدمة إلى أخرى على الحاسوب، ثم يتم نقلها إلى الهاتف الجوال أتوماتيكياً.
وتبعاً لتوليفة أنظمة التشغيل، فإن عملية تغيير الهاتف الذكي تتم بدون تصدير أو استيراد البيانات في كثير من الأحيان، فمثلاً يتمكن المستخدم من ربط الهاتف الذكي "آي فون" بحساب غوغل أو مايكروسوفت بسهولة، علاوة على أنه يمكن لهاتف ذكي مزود بنظام ويندوز فون اعتماد جهات الاتصال ومُدخلات التقويم من خدمة أبل "آي كلاود". كما يمكن ربط حساب غوغل بنظام ويندوز فون، وتعمل هذه الطريقة بواسطة معيار CalDAV وCardDAV أو عن طريق معيار مايكروسوفت ActiveSync.
وإذا لم يرغب المستخدم في نقل بياناته إلى الخوادم الخاصة بالشركات المختلفة، فيمكنه نقل جهات الاتصال والمواعيد من الهاتف الذكي القديم إلى الموديل الجديد عن طريق الحاسوب، فعلى سبيل المثال؛ يمكن لأصحاب الهاتف الذكي "آي فون" إنشاء نسخ احتياطي من بيانات الهاتف الذكي القديم بواسطة برنامج "آي تيونز"، ونقلها على الجهاز الجديد أو مزامنة البيانات من مجلد جهات الاتصال بنظام الويندوز.
كما تقدم بعض شركات الإلكترونيات؛ مثل إتش تي سي وسامسونغ وإل جي، برامج خاصة عند الرغبة في نقل البيانات من الهواتف الذكية القديمة إلى الموديلات الجديدة، غير أن هذه البرامج لا تعمل غالباً إلا إذا كانت الأجهزة من الشركة المنتجة نفسها.
ويتيح البرنامج MyPhoneExplorer نقل البيانات بين الأجهزة العاملة بنظام غوغل أندرويد أو نوكيا سيمبيان بدون التقيد بالشركة المنتجة. ويمكن استخدام هذا البرنامج المجاني أيضاً لنقل الرسائل النصية القصيرة (SMS) أو تصديرها من جهاز إلى آخر. ومَن يحتاج إلى هذه الوظيفة فقط، يمكنه الاعتماد على التطبيق المجاني SMS Backup & Restore المُخصص لنظام غوغل أندرويد؛ حيث يقوم هذا التطبيق بحفظ الرسائل النصية القصيرة كملف XML، ويقوم بإرسالها عبر البريد الإلكتروني، وبعد ذلك تتم استعادة الرسائل مرة أخرى على الهاتف الذكي الجديد. ولا يحتاج هذا التطبيق إلى استخدام حاسوب لنقل الرسائل النصية القصيرة.
وما تزال الطريقة القديمة لنقل جهات الاتصال بواسطة بطاقة SIM مستخدمة حتى اليوم، وأوضح تورستن نوهيتزكي، الخبير ببوابة الاتصالات "Teltarif.de" الألمانية بالعاصمة برلين، قائلاً: "تعمل هذه الطريقة بشكل جيد حتى الآن، وربما تكون أسهل طرق نقل البيانات". وتظهر فائدة هذه الطريقة بصفة خاصة عند نقل البيانات من هاتف جوال تقليدي وليس من هاتف ذكي. ومع ذلك، فإن بطاقات SIM لا توفر مساحة ذاكرة غير محدودة، بالإضافة إلى أن هناك حدودا للبيانات الأخرى.
دور التطبيقات
وينصح الخبراء بالاعتماد على التطبيقات لنقل البيانات من الهواتف الذكية القديمة إلى الموديلات الجديدة، في حالة استعمال نظام التشغيل نفسه في الجهازين. وفي مثل هذه الحالات، يتمكن المستخدم من إعادة تنزيل البرنامج الذي اشتراه للهاتف الذكي الجديد. وغالباً ما تكون هناك قيود عند نقل البيانات بين الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، لكن في بعض الأحيان، تتوافر نسختان من التطبيق نفسه لنظام غوغل أندرويد ونظام أبل آي أو إس.
وليس بالضروري أن يتم فقدان البيانات من التطبيقات؛ مثل سجلات أعداد النقاط بالألعاب أو المفضلات في تطبيقات التسوق، عند إعادة تنزيل التطبيقات مرة أخرى. وأوضح البروفيسور أوفه باومغارتن ذلك بقوله: "في الغالب لا تكون هذه البيانات مُخزنة على الهاتف الذكي، لكن تكون مرتبطة بحساب المستخدم لدى الشركة المقدمة للخدمة، وتكون مُخزنة على خوادم الشركة". وفي هذه الحالة، يتم تغيير الهواتف الذكية مع اعتماد البيانات القديمة بين أنظمة التشغيل المختلفة، لكن بشرط وجود تطبيق لنظام التشغيل الجديد. وفي جميع الأحوال يتعين على المستخدم شراء التطبيق مرة أخرى عند تغيير نظام تشغيل الهاتف الذكي. - (د ب أ)
تعليقات
إرسال تعليق