القائمة الرئيسية

الصفحات



                        

ليست بطلة لرواية إنكليزية رومانسية.. وليست نوعاً من أنواع الجبنة الفرنسية.. كما أنها ليست (طبخة) تركية أو روسية.. وهي ليست اسماً من أسماء الفواكه الإفريقية التي نراها 
أحياناً ولا نعرف اسمها.. وكذلك هي ليست لوحة فنية مغمورة لبيكاسو.. وهي بعيدة كل البعد عن أن تكون اسماً لأحد لاعبي كرة القدم في البرازيل أو الأرجنتين.. ومن المؤكد أنها ليست حياً أو شارعاً من شوارع باريس..
كاندلييه.. كلمة مشتقة من صميم المجتمع العربي بكل تعقيداته وثقافاته.. وجدتها في ذاكرة أحد الإخوة المصريين.. استخرجتها وفتحت لها موضوعاً خاصاً ليس لها فحسب بل لبعض دلالات الأسماء..
بحثت أكثر في ذاكرتي وكتبي عن قصص مشابهة.. وعن موضوعات بعضها عجيب وغريب.. والبعض الآخر يكتنفه الغموض وتكثر فيه النظريات اللغوية والاجتماعية والتاريخية..
من أين تأتينا الأسماء الغريبة لأشخاص.. وأمكنة.. وطعام؟..
وكيف تأتي؟.. ولماذا؟..


تبدأ حكاية كاندلييه في بيت ذلك الفلاح الفقير في منطقة (دلتا النيل)، كانت زوجته تضع له مولوداً كل سنة، حتى صار عنده (12) ولداً بين ذكور وإناث، وبعد أن ضاقت به الحال وبات على شفا حفرة من التسول قال في نفسه: (يجب أن أقف عند هذا الحد)، وفعلاً صار يتكلم في المجالس بأنه سيقف عند ذلك الرقم (12) كي يتفرغ لتربية أولاده!!.. لكن يبدو أنه ذو حظ سيئ جداً؛ فهذه القناعة التي جاءت متأخرة بعد الولد رقم (12) لم تفده، وجرت رياحه بما لا يشتهي، وكانت الكارثة بالنسبة إليه حين حملت زوجته حملها رقم (13)، واستمر الحمل بأمان -على غير ما كان يود- حتى أنجبت الزوجة بنتاً، ولحزنه الشديد وخيبة أمله سمى البنت (كاندلييه)..
سألت صديقي سؤالين متتابعين وانتظرت الجواب: ما علاقة هذا الاسم بالحزن وخيبة الأمل اللذين لبسا هذا الفقير (المنكوب)؟!!. وما معنى (كاندلييه) أصلاً؟!!..
ضحك صديقي وأعطاني ورقة وقلماً وقال لي: اكتب عندك:
كان... ده... ليييييييييه؟!!..

ولنا مع الفلاح نفسه (أبو كاندلييه) حكاية أخرى بطلتها هذه المرة البنت رقم (14)؛ فبعد سنتين من إنجاب بطلتنا كاندلييه أنجبت زوجته البنت رقم (14)، وعلى الرغم من أن مأساته كانت أكبر -بعد أن ازدادت الأسرة فاهاً آخر لتضاف إلى الأفواه- إلا أنه اقتنع أن الأولاد من عند الله ولا اعتراض على حكمه، حتى لو عمل ألف حساب كي لا يُنجب..
أتت البنت البريئة إلى هذه الدنيا وهي لا تدري ما الذي يحصل، وكانت أول صفعة تتلقاها هي اسمها، لكن هذا الاسم كان أقل حدة واعتراضاً على حكم الله من اسم أختها كاندلييه، فقد سماها أبوها:
(استكفينا)؟!!!..
Reactions

تعليقات