النفاق لغةً واصطلاحًا، فالنفاق لغةً نفقت الدَّابة أي ماتت والنفقُ هو ممر في الأرض له مخلصٌ من مكان أخر ونفقَ البيع أي راج، أمّا ما هو النفاق اصطلاحًا فهو إبطان للشرور وإظهار للخير، وقد قسّم الفقهاء والعلماء النفاق إلى قسمين هما النفاق الأكبر والنفاق الأصغر، أمّا النفاق الأكبر فهو إظهار الإيمان بالله ورسله وملائكته وهو يبطن الكفر بهم وينكر أنَّ الله أنزل النّبوة على أحدٍ من البشر، وهذا النوع من النفاق هو الذي نزلت به آيات القرآن بوعيد المنافقين بأنّهم في الدرك الأسفل من النَّار
فقد قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا}
وهذا النوع من النِّفاق مخرجٌ من ملة الإسلام باتفاق الجماعة، والنفاق لم يكن موجودًا قبل الهجرة، ولكن عندما عزَّ الإسلام وقويت شوكة المسلمين بدأت حركة النفاق تظهر بين الكفار حقنًا لدمائهم.
أمَّا النفاق الأصغر فهو السبيل إلى النّفاق الأكبر وهو النفاق العملي، الذي يتّصف فيه الشخص بصفات المنافقين، فقد ورد في حديث عبد الله بن عمرو، حيث قال رسول الله: "أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَن كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كَانَتْ فيه خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حتَّى يَدَعَهَا: إذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ"،
وهذا النّوع من النّفاق لا يخرج الإنسان من الملة، وإنما يكون نفاقه بحقِّ من خانه وكذب عليه وغدره، ولم يرد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم أنَّه في الدَّرك الأسفل من النَّار، وكان حذيفة بن اليمان يخشى المنافقين بعد رسول الله لأنَّهم أصبحوا يجهرون نفاقهم.
صفات المنافقين
أنّهم يخادعون المؤمنين ويفسدون في أرض الله وفي النّفوس بالقول وبالفعل.
المنافق لا يعرف الإخلاص ودائمًا ما يعمل على التَّشكيك في نوايا المؤمنين والطّعن في الطّائعين منهم.
التّاريخ مليءٌ بالخداع والغدر الذي يقوم فيه المنافق لهدم أساسات الأمة الإسلامية، ونيل الأعداء منها.
المنافق يحلف بالله كاذبًا ما إن يشعر باقتراب الخطر، ليستر على جرائمه ويتهرب من العقاب.
تعليقات
إرسال تعليق