القائمة الرئيسية

الصفحات




 سُئل الشيخ عبد العزيز الراجحي: هل السَّتَّار من أسماء الله الحسنى ؟
فأجاب : " الستار لا أعلم أنه من أسماء الله ، ولكن من أسماء الله : "الستير" ، كما جاء
في الحديث : (إن الله حيي ستير) ، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله ، وإنما هو من باب الخبر ، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار ، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء " انتهى .

أما لفظ الستير ، فقد روى أبو داود (4012) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَلِيمٌ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ) وصححه الألباني في صحيح الجامع . 

وقال ابن القيم رحمه الله في "نونيته" : 
وهو الحيي فليس يفضح عبده عند التجاهر منه بالعصيان 
لـكنه يـلـقي عليه ستره فهو الستير وصاحب الغفران 

معنى الستير في اللغه
الستر :الغطاء،تقول: ستر الشئ ستراً أي اخفاه، والسُّترة ماستترت به كائنا ماكان. 
المعنى في الشرع : الستير هو الذي يستر على عباده كثيرا،ولا يفضحهم في المشاهد ،ويحب من عباده الستر على انفسهم ، واجتناب مايشينهم.فالله-سبحانه -ستير من شأنه حب الستر والصون.

و الستير في اللغة على وزن فعِيل من صيغ المبالغة ، فعله ستر الشيء يَسْتُرُه سَترا أَخفاه والستير هو الذي من شأْنه حب الستر والصَّوْن والحياء ، والسُّتْرةُ ما يُستَر به كائنا ما كان ، وكذا السِّتَارة والجمع السَّتَائِرُ ، وسَتَر الشيء 
والستر يأتي أيضا بمعنى المنع والابتعاد عن الشيء روى البخاري من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : ( جَاءَتْنِي امْرَأَة مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلنِي ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ ، فأعْطيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا ، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ ، فَدَخَلَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم  فَحَدَّثتُهُ فَقَال : مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ شَيْئا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النَّارِ ) ، وعند البخاري من حديث أبي سعِيد رضي الله عنه  أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال : ( إِذَا صَلى أَحَدُكمْ إِلَى شَيءٍ يَسْتُرُهُ مِنَ النَّاسِ فَأَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَجْتَازَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَلْيَدْفَعْهُ ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ، فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ.

والستير سبحانه هو الذي يحب الستر ويبغض القبائح ، ويأمر بستر العورات ويبغض الفضائح ، يستر العيوب على عباده وإن كانوا بها مجاهرين ، ويغفر الذنوب مهما عظمت طالما أن العبد من الموحدين ، وإذا ستر عبده في الدنيا ستره يوم القيامة روى مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم  قَالَ : ( لاَ يَسْتُرُ الله عَلَى عَبْدٍ في الدُّنْيَا إِلاَّ سَتَرَهُ الله يَوْمَ الْقِيَامَة  .

وروى البخاري من حديث أبي هريرةرضي الله عنه   قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول : ( كُلُّ أُمَّتِي مُعَافى إِلا المجَاهِرِينَ ، وَإِن مِنَ المجَانَةِ أَن يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ الله ، فَيَقُولَ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا ، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ ) ، وعند البخاري من حديث ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال : ( إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ ، وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ ، حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى في نَفسِهِ أَنَّهُ هَلَك قال سَتَرْتُهَا عَلَيْك في الدُّنْيَا ، وَأَنَا أَغفِرُهَا لَك اليَوْمَ ، فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ ، وَأَمَّا الكافِرُ وَالمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاَءِ الذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ ، أَلاَ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ.
Reactions

تعليقات