القائمة الرئيسية

الصفحات

ما حكم إلقاء الطعام الزائد في القمامة، وماذا نفعل به إن كان إلقاؤه غير جائز؟




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يحرم إلقاء شيء من الطعام الصالح للأكل في القمامة؛ لأن الطعام نعمة من الله تعالى،
وفي إلقائه إساءة لهذه النعمة من وجهين: 
الوجه الأول: أن في ذلك احتقاراً للنعمة، وكفراً بها، والواجب على المسلم أن يكون شاكراً لله على نعمه وعطاياه.
الوجه الثاني: أن هذا التصرف فيه إتلاف للمال، وقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثاً: قِيلَ وَقالَ، وَإضَاعَةَ المالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ) متفق عليه.
وقد نهى الله تعالى عن الإسراف في الأكل والشرب، قال تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف/31، فمن باب أولى بالتحريم إتلاف المال؛ لأن إتلاف المال أشدّ سوءاً من الإسراف فيه، والله تعالى لا يحب المسرفين.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة تدل على حرصه على نعم الله تعالى، ولنا فيه أسوة حسنة، ومن ذلك:
عن أنس رضي الله عنه قال: مرّ النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة مسقوطة [أي ساقطة] فقال: (لولا أن تكون صدقة لأكلتها) رواه البخاري.
وعن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعاما لعق أصابعه الثلاث، وقال: (إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان)، وأمرنا أن نسلت القصعة [أي نمسحها ونتتبع ما بقي فيها من الطعام]، قال: (فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة) رواه مسلم.
فاحترام النعمة وصيانتها من باب شكر الله تعالى الذي قال: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ) إبراهيم/7.
أما بالنسبة لبقايا الطعام من الولائم الضخمة التي تقام في البيوت والمزارع والمطاعم، والذي يذهب أكثره هدراً ويكون مصيره بين أكوام القمامة، حيث لا يدري صاحب الوليمة ما يفعل بالكميات الهائلة من الطعام المتبقي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد وجهنا فقال: (من كان عنده فضل زاد؛ فليعد به على من لا زاد له). قال راوي الحديث: "حتى ظننا أنه لا حقَّ لأحد منا في الفضل" رواه أبو داود.
كما ننصح من يتلفون ما يمكن استخدامه من الطعام والشراب أن يتعاونوا مع الجمعيات الخيرية لأخذ هذه الأطعمة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ولهم في ذلك الأجر والثواب.
كما ندعو الجمعيات الخيرية إلى تكثيف جهودها في حفظ النعمة، وجمع بقايا الطعام والدواء والكساء، وتوزيعها على أهل الفقر والفاقة من أبناء هذا البلد الكريم. والله تعالى أعلم.
لجنة الافتاء
Reactions

تعليقات