القائمة الرئيسية

الصفحات



تبطن الشبكية كرة العين من الداخل، وتركيب الشبكية بالغ الدقة والتعقيد، بالغ الإعجاز في الخلق، والشبكية حساسة للضوء، وهي التي تستقبل صور المرئيات، وتحولها إلى مراكز الإبصار في المخ عبر العصب البصري، والشبكية مكونة من عشر طبقات على الأقل من الخلايا المختلفة في الشكل والوظيفة، وأهم خلايا الشبكية هي الخلايا العصوية Rods، والخلايا المخروطية Cones، والخلايا العصوية تعمل على الرؤية في الضوء العادي والخافت، وأما الخلايا المخروطية فتعمل على الرؤية في الضوء الشديد وتميز الألوان. وإذا دخل الإنسان مكاناً مظلماً فجأة بعد أن كان في ضياء، فإنه لا يرى من المكان المظلم شيئاً. وشيئاً فشيئاً تتضح أمامه صور الأشياء التي أمامه في المكان المظلم، وتوضيح الصور تدريجياً في الظلام هو بواسطة الخلايا المخروطية، التي تزيد من قوة إبصار العين عشرات الأضعاف، إلا أن الخلايا العصوية هي المسئولة عن الرؤية الليلية، فتقوي قدرة الشبكية على تمييز المرئيات في الضوء الخافت ليلاً مئات الأضعاف. ولكن ما الذي يقوي قدرة الخلايا العصوية على الرؤية الليلية مئات المرات؟ إنها مادة الرودوبسين Rodopsin، وهي مادة بروتينية تتفكك في وجود الضوء، إلى مادتين، أحدهما فيتامين A غير الفعال، أما أثناء الضوء الخافت في الليل أو في الأماكن المظلمة، فإن مادة الرودوبسين يُعاد تركيبها من جديد، ويتحول فيتامين A إلى فيتامين فعال، فتحدث القدرة على الرؤية الليلية، ونذكر قول الله عز وجل: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21] وإذا نقصت كمية فيتامين A الفعال إلى درجة كبيرة، حدث ما يسمى بالعشى الليلي أو العمى.وأجسام المرئيات فيها من أسرار الخلق ما لم يُكتشف بعد، فبعض الأجسام تمتص كل ألوان الطيف الشمسي، لذلك تبدو سوداء اللون، وإذا عكست كل الألوان بدت للعين بلون أبيض، وإذا امتصت كل الألوان ما عدا اللون الأخضر، بدت بلون أخضر، وإذا امتصت كل الألوان ما عدا اللون الأصفر، بدت بلون أصفر... وهكذا بقية الألوان في المخلوقات والمرئيات، وألوان الرسم والطلاء لها نفس الأسرار في الخلق؛ منها ما يمتص جميع ألوان الضوء فيبدو طلاء أسود اللون، ومنها ما يمتص كل الألوان ما عدا اللون الأزرق فتراه طلاء أزرق اللون... وهكذا كل الألوان.

Reactions

تعليقات