علاء علي عبد- يعد التوافق أول وأهم الشروط الواجب توفرها في مختلف العلاقات التي تربط الناس ببعضهم. فكلما ازدادت درجة التوافق بين شخصين فيما يتعلق بالشخصية
والأهداف والمعتقدات، زادت فرص الحفاظ على بقاء هذه العلاقة متينة ومتوازنة وملبية لرغبات الطرفين واحتياجاتهم.
التحدي الذي يواجهه الناس اليوم، حسبما ذكر موقع "PTB"، هو أننا نعيش في مجتمع يضم الكثير من الشخصيات المختلفة بأفكارها ومعتقداتها ونظرتها للأمور، لذا فمن الممكن أن تجتمع مع مجموعة من الناس ولا تجد سوى شخص واحد يمكن أن تكون متوافقا معه.
وعلى الرغم من هذا، إلا أنه يوجد عدد من النصائح التي يمكن للمرء العمل بها من أجل تسهيل عملية العثور على من يتوافق معهم وزيادة أعدادهم، ومن هذه النصائح ما يلي:
- اعرف نفسك: كثيرا ما يضيع المرء على نفسه فرصة التعارف على أشخاص يتوافقون معه، لكونه لم ينتبه لوجود هذا التوافق أصلا. والسبب بعدم الانتباه لهذا التوافق، هو أن المرء لا يعرف نفسه بالشكل الكافي لتحديد اختيار علاقاته. لذا فإن أهم الطرق التي تساعد المرء على التعرف على أشخاص جدد وبناء علاقات ناجحة هي أن يكون لديه معرفة كاملة بنفسه، فعندها يصبح من السهل عليه ملاحظة الصفات المشتركة بينه وبين الآخرين.
لذا قم بتخصيص الوقت الكافي للتعرف أكثر على نفسك؛ أهدافك ومعتقداتك والقيم التي تحافظ عليها بداخلك، ويمكنك أن تلجأ لإجابة الأسئلة الخاصة باختبار الشخصية ويمكنك أن تسأل معارفك حول إيجابياتك وسلبياتك مع مراعاة تقبل ما سيقولونه بعد أن تطلب منهم مصارحتك والتأكيد بأن كلامهم لن يزعجك وذلك لضمان عدم قيامهم بمجاملتك.
- أحسن اختيار نشاطاتك: من أهم الطرق التي تساعدك على التعرف لأشخاص جدد هي أن تقوم بممارسة النشاطات الاجتماعية؛ وهي النشاطات التي تكون اجتماعية بطبيعتها كالاشتراك بدورات تعليمية أو بأندية رياضية أو حتى قبول الدعوات التي تصلك من أقربائك وأصدقائك لمناسباتهم المختلفة.
لكن عندما تود الاشتراك بالنشاطات الاجتماعية، عليك أن تقوم بهذا بعناية. فعلى سبيل المثال لو كنت تريد الاشتراك بأحد النشاطات بغرض التعرف على أشخاص جدد حاول أن تفكر ما نوعية الأشخاص الذين سيحضرون مثل هذا النشاط. فعلى الرغم من أن إجابتك لن تنطبق على جميع المشاركين، إلا أنها يمكن أن تمنحك فكرة عامة عنهم. فعلى سبيل المثال ستجد بأن الغالب على جمهور الدورات التعليمية أنهم يختلفون بشكل أو بآخر عن جمهور النشاطات الرياضية، وإن كان التشابه موجود إلا أن التفكير بهذه النقطة يمكن أن يقدم الكثير من الفائدة.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه في حال لم يكن لديك سوى خيارات لنشاطات اجتماعية تحمل احتمالية ضعيفة لجعلك تتمكن من بناء علاقات جديدة، لا تتردد بالقيام بأحدها، فحتى رغم احتمالية نجاحها الضعيفة، فإنها تبقى أفضل من المكوث في المنزل، وتكون الاحتمالية شبه معدومة.
- الابتعاد عن الأحاديث المبرمجة مسبقا: المقصود بهذه النوعية من الأحاديث هي تلك التي تقتصر على الأسئلة العامة عن الصحة والعائلة وما شابه. ففي هذه المرحلة من الحديث لن تعرف سوى جانب بسيط من الشخص الذي تحادثه، وغالبا ما يتسم هذا الجانب بالتكرار، بحيث تجد بأن الجميع تقريبا يتصفون بالمجاملة والحديث اللبق. لذا عليك أن تحاول نقل الحديث لدرجة أكثر عمقا وبعدا عن السطحية والتجاوب مع الطرف الآخر في نفس الوقت لو كان هو البادئ بهذه المحاولة. فعلى سبيل المثال اسأل الشخص عن طبيعة عمله والأهداف التي يسعى لتحقيقها من ورائه وأخبره أكثر عن نفسك لتشجعه على مواصلة الحديث.
فضلا عن هذا حاول أن تتعلم أن تتجاوز حالة الخجل من الحديث مع الغرباء أو ضمن مجموعة من الناس إن كنت تعاني من هذا الأمر، علما بأن تكرار التواجد في اللقاءات العامة سيساعدك على سرعة تخطي مثل هذه المشكلة.
تعليقات
إرسال تعليق