يعد انغراز الظفر مشكلة شائعة الحدوث خصوصاً لدى فئة الشباب علماً بأنه يحصل لدى
مختلف الفئات العمرية ويتسبب في حدوث الآم ومضايقه في المشي وكذلك في إرتداء الاحذيه المغلقه.
وينتج عن نمو طرف أو حافه الظفر داخل الجلد المجاور مما يسبب التهاباً وألماً وافرازات صديديه ودم حيث يتعامل الجلد مع الظفر المنغرز كجسم غريب ويقاومه عن طريق الالتهاب . وغالباً ما يحصل في أصبع القدم الكبير أوأحد الأصبع المجاوره وقد يحصل في اصابع اليدين.
ويمكن تقسيم مراحل الظفر النغرز(الناشب) الى ثلاثة مراحل حسب شدة الالتهاب وهي كالتالي: المرحله الاولى: حيث يكون هناك احمرار وانتفاخ في الجلد المجاور لحافة الظفر مع وجود ألم في المنطقه الملتهبه. وأما المرحله الثانيه: فيزداد فيها الألم ولإفرازات الصديديه والدم مع وجود علامات انتان بكتيري للمنطقه المحيطه بالظفر.
وتعد المرحله الثالثه متقدمه حيث يضاف على ما ذكر في المراحل السابقه وجود نسيج متضخم حول الظفر(كأنه زياده في نمو اللحم).
وهناك العديد من الأسباب المحتمله للظفر المنغرز منها نمو طرف الظفر داخل الجلد المجاور بفعل الضغط الواقع على الأصبع من الجوانب كذلك تقليم الظفر بطريقة خاطئه وذلك بقصه على شكل هلالي بينما ينبغي قصه في هذه الحاله على شكل خط مستقيم. ويعد لبس الحذاء الضيق من الأمام مع تكرار الأصابات مثل الأصطدام المتكرر للرجل بما حولها أثناء المشي أو الجري من الأسباب المهمه لحدوث الظفر الناشب.
هناك العديد من الخيارات العلاجيه تتراوح من الطرق المتحفظه الى الجراحه. وتشمل الطرق المتحفظه العلاج بالغسولات المطهره للمنطقه وكذلك إعطاء المضادات الحيويه الموضعيه أو عن طريق الفم مع تقليم الظفر بشكل خط مستقيم واجتناب لبس الحذاء الضيق من الأمام وتكون هذه الخيارات مفيده في المرحله الأولى ( الحالات البسيطه ). وقد يكون رفع طرف الظفر عن الجلد المجاور بقطعه قطن أو منديل ورقي أو خيط تنظيف الاسنان مفيداً في تخفيف الحاله ومنع المزيد من الالتهاب.
أما العلاجات الجراحية فهي متعدده منها خلع كامل الظفر أو إزالة ربع الظفر الجانبي مع أو بدون كي الجذر ( المنطقه التي تقع خلف الجزء الذي يظهر على شكل نصف القمر عند قاعدة الظفر والتي هي مصنع الظفر ). وتتفاوت نسبة نجاح هذه العمليات والتي تجرى تحت التخدير الموضعي من حاله الى أخرى مع ما تسببه من ألم وصعوبه في المشي بعد العملية لعدة أيام ومع كل هذا فهناك احتماليه لعودة المشكله عندما ينمو طرف الظفر من جديد ثم ينغرز في الجلد المجاور.
ومن الجدير بالذكر وجود طريقه جراحيه جديده نوعاً ما وهي طريقة الأنبوب وسنتناولها بالشرح فيما يلي. بعد عمل التعقيم الجراحي للمنطقه يتم حقن التخدير الموضعي في الأصبع المراد علاجه وبعد ان يعمل المخدر بشكل جيد يتم ادخال أله جراحيه غير حاده لفصل حافة الظفر عن النسيج المحيط و يتم بعد ذلك ادخال حافة الظفر في أنبوب بلاستيكي مخصص بعد عمل شق طولي في أحد جانبيه والهدف من ذلك هو احتواء حافة الظفر بداخل الأنبوب ليتم عزله عن النسيج المحيط مما يؤدي الى التئام الجلد المجاور ومن ثم منع حدوث الالتهاب. وقد أسلفنا القول بأن سبب الالتهاب هو انغراز حافة الظفر داخل الجلد المحيط وتعامل الجلد معه كجسم غريب. وبعد ذلك يتم تثبيت الانبوب في مكانه بغرزتين الى ثلاث غرز. وإذا لم يتم عمل الغرز فإن الانبوب قد يسقط خلال فترة وجيزه. وينصح بترك الانبوب في هذا الموضع حوالي 4 الى 6 أسابيع على الاقل, وتستغرق هذه العمليه حوالي نصف ساعه. ويجب على المريض خلال فترة الأسبوعين التي تلي العمليه تجنب الرياضه العنيفه مع أخذ مضاد حيوي بالفم لمدة أسبوع , كما ينبغي تنظيف منطقة العمليه يومياً بمحلول مطهر يصفه الطبيب لمدة أسبوع على الاقل.
وتتميز طريقة الانبوب هذه عن الطرق الجراحيه الاخرى بما يلي:
1- أنها أقل ضراراً على الظفر وما حوله حيث لا يتم استئصال جزء من الظفر ولا يتم كي أو حرق أي جزء من جذر الظفر كما في الطرق الأخرى.
2- الآلم وصعوبة المشي بعد العملية أقل بكثير في هذه الطريقه مقارنة بالطرق الأخرى.
3- هذه الطريقه أقصر وقتاً وأقل تكلفه من الطرق الأخرى.
4- لا تحتاج إجازه مرضيه وتغيب عن العمل بعكس الطرق الجراحية الأخرى.
5- نتائج هذه الطريقه بشكل عام مقاربه أو أفضل من الطرق الأخرى خصوصاً فيما يتعلق بحدوث الأنتكاسه بعد العمليه.
وفي جميع الحالات يجب التأكيد على المريض باجتناب العوامل التي تسبب انتكاس الحاله بغض النظر عن نوع الطريقه الجراحيه المستخدمه. ومن أهم هذه العوامل هو قص الظفر بشكل هلالي ولبس الحذاء الضيق من الأمام لذا ينبغي على المريض تجنب ذلك.
د. خالد الغامدي
تعليقات
إرسال تعليق