علاء علي عبد- رغم الاختلافات العديدة التي تميز بين شخص وآخر، إلا أن الجميع
يتفقون على رغبتهم بالوصول إلى السعادة والراحة والتقدم وإيجاد سبل الرفاه لأطفالهم. لكن الغريب أن الجميع يبحثون عن تلك الأشياء في كل مكان إلا في المكان الصحيح وهو داخل أنفسهم. فمكمن السعادة للمرء كفرد وللمجتمع من حوله هو في الواقع بداخله، فمن يفكر بالخير وينمي رغبة فعل الخير لديه سيجد السعادة تدخل حياته دونما استئذان.
وللوصول إلى مكمن السعادة بداخلك، يجب عليك بداية أن تكتب الجملة الآتية على ورقة وتضعها في مكان لتراها أمامك يوميا "فكر بالخير، وتحدث بالخير، وافعل الخير". فعندما تتمكن من تبني هذه الجملة واعتبارها شعارك في الحياة ستجدها تقوم بدورها "السحري" على حياتك وحياة من هم حولك.
من المعلوم أن الحياة لا تمل من إلقاء المتاعب والعقبات لنا جميعا، لكن قدرة المرء على التعامل مع مثل هذه المشاكل عبر تقديم الحلول العملية تحتاج لأن يكون الخير الموجود بداخل كل منا يطغى على أي شيء آخر، وبالتالي نتمكن من رؤية باب الخروج من الأزمات مهما حاولت الحياة إخفاء هذا الباب عن أنظارنا.
وعندما يقرر المرء أن يفكر بالخير وأن يتحدث مع من حوله بالخير ويسعى لفعل الخير عبر تقديم المساعدة لمن يحتاجها على سبيل المثال، فإنه سيجد أن أبوابا كثيرة بداخله قد فتحت لتقوده نحو السعادة التي لطالما بحث عنها، وسيجد، حسبما ذكر موقع "PTB" بأنه قد تغير من الداخل وأصبح يجد بكل صعوبة مخرجا لم يكن ليجده لولا اتجاهه للبحث عن السعادة بداخله.
ومن الجدير بالذكر أن فعل الخير لا يقتصر على ما نقدمه للآخرين، وإنما يجب عليك أن تقدمه لنفسك أيضا، لكن أحيانا يكون تقديم الخير للنفس لا يحتاج لأن يكون بشكل مباشر، فعلى سبيل المثال؛ نجد أنه من الضروري القيام بمكافأة أنفسنا عند إنجاز مهمة ويمكن أن تكون المكافأة بسيطة لا تتعدى شراء قطعة حلوى نحبها، هذا النوع من تقديم الخير للنفس هو الشكل المباشر، لكن اعلم بأن السعي لمساعدة الآخرين وشعورك بأنك تمكنت من رسم البسمة على وجه من يحتاجها يعود عليك بالخير أيضا ولكن بشكل غير مباشر.
عند تكرار السعي لتطبيق هذا الشعار، ستجد بأن فعل الخير أصبح بمثابة عادة لا يمكنك الاستغناء عنها، خصوصا وأنك ستلحظ القوة التي بداخلك ولم تكن تشعر بوجودها والتي استطاعت التأثير على العالم من حولك، ترى هل سبق وأن فكرت بأنك بالفعل تملك القدرة على إحداث تغيير إيجابي على من هم حولك؟
لكل منا دوره في هذه الحياة، وكل منا يملك القدرة على أداء هذا الدور على أكمل وجه، بحيث يشعر من حوله بأنه لا يتكلم بالخير فحسب وإنما يسعى لتنفيذه أيضا. حاول أن تفكر بمدى الأثر الذي يمكنك فعله لو تمكنت من جعل التفكير الإيجابي يطغى على حياتك وكيف أنه سيحمل لك الهدوء الذي لن تتمكن من الحصول عليه في أي مكان آخر إن لم تبحث عنه داخلك. عندما يقوم المرء بالتدقيق على كل خطأ أو هفوة يراها أمامه ويطالب الناس بأن يكونوا مثاليين متناسيا نفسه، فإنه سيكون الأكثر تضررا بهذا، لذا حاول أن تتقبل المواقف التي لا تروق لك وتسعى لصنع المواقف الإيجابية لك ولمن حولك.
تعليقات
إرسال تعليق