من شعر وحكم زهير بن أبي سلمى
سئمت تكاليف الحياة ومــــــن يعش ثمانيــــــــــن حولا لا أب لك يسئم
وأعلم مـــا في اليوم والأمس قبلــــه ولكنني عن علم مــــــا في غد عم
رأيت المنايا خبط عشواء من تصبه ومن تخطـــئ يعمــــر فيهرم
ومن لم يصـــــــانع في أمور كثيـــرة يضرس بأنيـــــــاب ويوطأ بمنسم
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفــــره ومن يتــــق الشتم يشتــم
ومن يك ذا فضـــــل فيبــخل بفضلـــــه علـــى قومه يستغن عنه ويذمــم
ومن يـــــوف لا يذمم ومن يــهد قلبه إلـــــــى مطمئن البـــــر لا يتجمجم
ومن هاب أسباب المنـــــــايا ينلنــــه وإن يرق أسبــــــــاب السماء بسلم
ومن يجعل المعـــروف في غير أهله يكن حمـــــده ذمــــا عليه وينـــــدم
ومن يعص أطـــراف الزجـــــاج فإنه يطيع العوالــــي ركبت كل لــــهذم
ومن لم يذد عن حوضـــه بســــلاحه يهدم ومن لايظلـــــم الناس يظلــم
ومن يغترب يحسب عـــدوا صديقـه ومن لا يكرم نفســــــــه لا يكـــــرم
ومهما تكن عند امـــــرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم
وكائن ترى من صــــامت لك معجب زيادته أو نقصـــــه فـــــي التكــــلم
لسان الفتــــى نصف ونصف فؤاده لم يبق منه إلا صورة اللحم والدم
وإن سفاـــــــه الشيــــخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفـــــــاهة يحـــلم
سألنـــــا فأعطيــــتم وعدنا فعدتــــم ومن أكثر التســــآل يومــــا سيحرم
ألا ليت شعري: هل يرى الناسُ ما أرى من الأمْرِ أوْ يَبدو لهمْ ما بَدا لِيَا؟
بَدا ليَ أنَ النّاسَ تَفنى نُفُوسُهُمْ وأموالهمْ، ولا أرَى الدهرَ فانيا
وإنِّي متى أهبطْ من الأرضِ تلعة ً أجدْ أثراً قبلي جديداً وعافيا
أراني، إذا ما بتُّ بتُّ على هوًى فثمَّ إذا أصبحتُ أصبحتُ غاديا
إلى حُفْرَة ٍ أُهْدَى إليْها مُقِيمَة ٍ يَحُثّ إليها سائِقٌ من وَرَائِيا
كأني، وقد خلفتُ تسعينَ حجة ً، خلعتُ بها، عن منكبيَّ، ردائيا
بَدا ليَ أنّ اللَّهَ حَقٌّ فَزادَني إلى الحَقّ تَقوَى اللَّهِ ما كانَ بادِيَا
بدا ليَ أني لَستُ مُدْرِكَ ما مَضَى ولا سابِقاً شَيْئاً إذا كان جائِيَا
وما إن أرى نفسي تقيها كريمتي وما إن تقي نفسي كريمة َ ماليا
تعليقات
إرسال تعليق