أهم أسباب التذمُّر في
المستعمرات الأمريكية كان يرجع إلى السياسة الاقتصادية التي اتبعتها إنجلترا هناك،
فقد حتّم قانون الملاحة (التجارة) الذي صدر سنة 1651، نقل كافة الصادرات من
المستعمرات إلى إنجلترا على سفن يملكها إنجليز، ويتولى تشغيلها
إنجليز.
كما حتّمت التشريعات
التي تلت ذلك القانون أن يُعاد شحن صادرات المستعمرات إلى القارة الأوربية في
الموانئ الإنجليزية. ونظمت استيراد السلع الأوربية إلى المستعمرات بطريقة تعطي
أفضلية للمصنوعات الإنجليزية، وفرضت على المستعمرات إمداد البلد الأم بالمواد
الخام، وأن لا تنافسها في الصناعة. كما خرجت إنجلترا من حرب السنين السبع مع فرنسا
وهي تعاني من أزمة مالية حادة، نتيجة للنفقات الباهظة التي تكبدتها فيها، فلجأت إلى
فرض ضرائب جديدة على سكان المستعمرات.
وكان هذان الإجراءان
(القوانين التجارية، والضرائب الجديدة) هما السبب المباشر للثورة الأمريكية، وأصرَّ
الأمريكيون على عدم دفع الضرائب إلا لمجالس المستعمرات التشريعية، والتفوا جميعاً
حول شعار "لا ضرائب بدون تمثيل". فرفعت جميع الضرائب، فيما عدا الضريبة المفروضة
على الشاي، فردت مجموعة من الشخصيات الوطنية على ذلك في عام 1773 بإقامة ما أصبح
يعرف بحفل الشاي في بوسطن. فتنكر أفراد هذه المجموعة وعددهم 50 رجل بأزياء الهنود
الحمر، وصعدوا إلى السفن التجارية الإنجليزية(3 سفن)، وألقوا بنحو 342 حاوية من
الشاي في ميناء بوسطن. غير أن لندن وصفت حفلة شاي بوسطن بالهمجية، وأصدر البرلمان
الإنجليزي قوانين تهدف إلى معاقبة بوسطن، بما فيها إغلاق ميناء بوسطن أمام حركة
الملاحة، حتى يتم دفع ثمن الشاي،وضع حاكم عسكري على بوسطن (جيدج), منع الاجتماعات
الا بأذن من الحاكم العسكري, و قد اطلق سكان المستعمرات الامريكيه اسم (القوانين
الجائره) على هذه القوانين .
تعليقات
إرسال تعليق