علاء علي عبد- يعايش المرء في الحياة كثيرا من المتاعب والآلام بشكل شبه مستمر، وربما هذا ليس مستغربا كون الإنسان يعيش ما يشبه قاعة الامتحانات لكن مع وجود بعض الاختلافات.
ففي قاعة الامتحانات الحقيقية تكون أمام الانسان ورقة الأسئلة كاملة، بينما في قاعة الحياة يتم منح الشخص ورقة جديدة كلما أنهى التي تجاوزها، وفي بعض الأحيان قد يتعرض لامتحان آخر قبل أن يتجاوز الورقة التي بيديه.
فارق آخر يستحق الذكر هو أن مواعيد الامتحانات الحقيقية تكون معروفة ويمكن في بعض الحالات تأجيلها، لكن امتحانات الحياة تأتي دون استئذان ويجبر المرء على التعامل معها نظرا لعدم وجود خيار آخر.
عندما يتعرض المرء لأحد آلام الحياة فإنه يشعر بصعوبة الموقف الذي يمر به وصعوبات القرارات التي عليه تنفيذها، والتي تبدو في كثير من الأحيان قرارات غير عادلة، حسبما ذكر موقع LifeHack. وبصرف النظر عن مصاعب الحياة التي يمكن التعرض لها فإن الأهم هو قدرة المرء على الوقوف من جديد بشكل أقوى وأكثر صلابة. ولتحقيق هذا الأمر يمكن اتباع النصائح التالية:
· تذكر آلام الحياة السابقة: قد تبدو هذه النصيحة غير منطقية أو سيئة لو نظرت لها بشكل مجرد، لكن لو تمعنت أكثر ستجد بأنها تحمل من الفوائد الشيء الكثير. فالهدف ليس زيادة الآلام التي تشعر بها وإنما تذكيرك بقوتك الحقيقية التي سبق وأن مكنتك من تجاوز مصاعب اعتقدت حال حدوثها أنها الأسوأ في حياتك. غالبا ما يشعر المرء بالخوف من أن تؤدي أزمة معينة لكسره، لكن تذكره عدد المصاعب التي تمكن من تجاوزها سيجعله يدرك بأنه قادر على التعامل مع أزمته الحالية أيضا مهما بلغت شدتها.
· تحدث مع الآخرين عن معاناتك: من الحقائق التي لا يمكن إنكارها هو أن محاولة الابتعاد عن إظهار المرء لمعاناته أمام الناس يزيد من شعوره بالوحدة وبثقل الحمل الملقى على عاتقه. لذا فإن وجود أحد الأشخاص تثق به وبأنه يهتم بك وبمصلحتك ويرحب بالاستماع لك يعد من الأمور المفيدة جدا والذي يمكن أن يخفف من قدر المعاناة التي تشعر بها، حتى وإن كان هذا الشخص بعيدا عنك ولا تعرفه سوى عن طريق شبكة الإنترنت، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها على سبيل المثال. علما بأن عدم وجود الشخص بشكل فعلي معك لا يقلل من قدرته على مساعدتك لكن المهم أن تكون تربطك بالطرف الآخر درجة من الثقة تسمح لك بالحديث معه دون خشية من الوقوع بمشكلة جديدة معه في حال لم تكن بينكما الثقة الكافية لذلك. علما بأن الكثير من الاختصاصيين النفسيين أصبحوا يقدمون خدماتهم عبر شبكة الإنترنت.
· الحصول على فترات بعيدة عن أجواء المشكلة التي تواجهها: يرى البعض بأن الابتعاد عن المشكلة والهروب منها يعد نوعا من الجبن المذموم، لكن الواقع غير ذلك تماما. ففي بعض الأحيان تحتاج، إن كنت محظوظا وتمكنت من هذا، أن تبتعد عن مشاكلك لتتمكن من التفكير بصفاء ذهن دون مؤثرات خارجية، ففي كثير من الأحيان يكون شفاء آلامك بداخلك أنت لكنك لا تراه بسبب تأثيرات الألم نفسه، لذا حاول قدر الإمكان أن تبتعد قليلا عن أجواء المشكلة في محاولة لإعادة ترتيب أوراقك المبعثرة.
· تذكر بأنك لست وحدك: من السهل أن تشعر بالوحدة وتقنع نفسك بها، لكن تأكد بأنه لا بد وأن يكون هناك في مكان ما أحد الأشخاص الذي يهمه أن تكون على ما يرام. وحتى لو لم تقتنع بوجود مثل هذا الشخص في حياتك تذكر بأن معاناتك والألم الذي تشعر به لم يوجد لك وحدك ومن ثم سيختفي، فقد تندهش من عدد الذين يعانون آلاما مشابهة لما تشعر به وربما تزيد عنك أيضا. وهم أيضا يبحثون عمن يتحدث معهم، لذا تأكد بأنك لست وحدك ولن تكون كذلك في يوم من الأيام.
· تقبل النتائج: في النهاية عليك أن تتقبل نتائج الآلام التي تمر بك، فحتى لو كانت مفروضة عليك اعلم بأن الخيار الوحيد أمامك هو تقبلها مهما كانت مؤلمة وتدوينها كتجربة جديدة تضاف لكتاب تجاربك. واعلم بأن زيادة عدد صفحات الكتاب لا يعني سوى أنك اكتسبت الكثير من الخبرات التي تؤهلك للوصول للسعادة حتى وإن طال المسير.
تعليقات
إرسال تعليق