إن التفكير التحليلي والشك المحدود بما لدينا من أفكار هو شيء جيد، كما أننا إن لم نشك بأفكارنا أحيانا، فلن نأتي بقرارات صائبة. لكن الشك الزائد على حده من شأنه أن يوقف سير حياتنا الطبيعي. فهناك من الناس من خسر مهنته أو شريك حياته مثلا بسبب هذا النوع المبالغ فيه من الشك.
ولسوء الحظ، فإن هذا الحس من الشك الذي يعطينا حقائق ومعلومات غير مؤكدة يجبرنا أن نعيش في دوامة من الجحيم الدائم؛ فيمنعنا من أن نخطو الخطوات الجدية الحاسمة لإنهاء هذا الشك.
المشكلة أن هؤلاء الذين لا يعرفون ماذا ستكون نتائج قراراتهم، يقضون وقتا طويلا في الشك، وهذا شيء طبيعي. لكن الشخص الذي لا يملك الشجاعة في الخوض في المخاطرة، مهما كانت هذه المخاطرة صغيرة، فإنه لن يصل إلى بر الأمان.
وجد علماء النفس أن هؤلاء الناس الذين يشكون في أنفسهم وأفكارهم كثيرا، ينتهي بهم الأمر في التورط في معالجة المعلومات بشكل مفرط، ما يؤدي إلى المماطلة في الأمور، كما أنهم غالبا ما يكونون أكثر عرضة للمعاناة من الاكتئاب والتوتر.
هز رأسك لتتخلص من الشك
أشارت بعض الدراسات الحديثة، وفق ما ذكر موقع spring.org.uk، إلى أن اتباع خطة معينة قد يكون ناجحا للتخلص من عادة الشك المرضي. وفي العام 2010 أجري تقييم شمل بعض الناس الذين يعانون من الشك المزمن، لقد أعطي هؤلاء اختبارا يشجعهم على أن يشكوا بشكهم هذا، وذلك من خلال جعلهم يحلون رموز جمل معينة ذات علاقة بشكهم الزائد، إلا أن هذا ليس حلا نهائيا لكنه يساعد على تقليل مستوى الشك لدى هؤلاء.
يمكن ملاحظة هذه النتيجة نفسها عندما يقوم الشكاك بهز رأسه وتحريكه يمينا ويسارا. فحركة هز الرأس هذه خلال وقت التفكير وخلال الشك في أمر ما، تمكننا من محو الفكرة الأخرى التي تحتوي على الشك. فمثلا إن كنت تفكر في شراء منتج ما معروف بأنه منتج جيد، وأتتك فكرة أن نوعيته سيئة، فما عليك حينها إلا هز رأسك للتخلص من الفكرة التي تثير شكوكك في هذا المنتج لجعل هذه الفكرة تضعف في رأسك.
شك في شكك
قد يكون تعلم الشك بالأفكار المشككة أكثر وأكثر في كل مرة يشك فيها الشخص الشكاك من أفضل الطرق التي تساعد على تقليص هذا الشك شيئا فشيئا لحين التخلص منه؛ فإن شككت في أن منتجا ذا نوعية معروفة أنه جيد، بأنه غير جيد، فحاول أن تكذب نفسك وتشك في هذه الفكرة بالذات. كما أن دراسة الموضوع من جميع جوانبه قبل أن نتخذ قرارا معينا يساعد على تكوين أفكار خاصة بعيدة عن الشكوك، كما يساعدنا هز الرأس، كما ذكرنا سابقا، على التخلص من شكوكنا.
ميس نبيل طمليه
تعليقات
إرسال تعليق