لمعرفة سبب عدم الانتظام في ضربات القلب، يجب أخذ سيرة مرضية كاملة. فيجب أولاً وصف "عدم الانتظام" هذا: كم يتكرر؟ وكم يطول؟ وهل له محفزات أو عوامل توقفه؟ وفي مقابل ذلك، قد لا تكون هناك أي أعراض أثناء التسارع، وإنما قد يكتشفه أحد الأطباء أثناء فحص النبض بالمصادفة مثلا. كما يجب أخذ سيرة مرضية عن العوامل المصاحبة له، مثل: الدوخة أو الإغماء أو ألم الصدر. كما يجب معرفة حالة المريض العامة: هل لديه أمراض أُخرى؟ وما الأدوية التي يتناولها؟ هذه المعلومات تعطي صورة أكثر وضوحاً للطبيب.
وحتى تكتمل الصورة، يجب إجراء عدد من الفحوص. قد يكون من أهمها، تخطيط القلب أثناء حدوث التسارع. ولكن، وحيث إن التسارع غالباً ما يكون عارضاً، وقد يتوقف عند الوصول الى المستشفى، فقد لا يستطيع الشخص عمل تخطيط أثناء التسارع. لذلك، قد يلجأ الطبيب إلى إعطاء المريض جهازاً راصداً للقلب يثبت على المريض لبضعة أيام، أو حتى لأسابيع، ليتسنى تسجيل تخطيط للقلب أثناء التسارع.
هذه المعلومات تساعد الطبيب في معرفة سبب التسارع بشكل عام. فالتسارع، قد يكون بسبب وجود مشكلة في القلب نفسه، أو بسبب وجود عامل مؤثر يسببه. وقبل التطرق الى الخلل في القلب نفسه، يجدر التذكير ببعض الأشياء التي تحفز تسارع القلب. ففي بعض الحالات، لا يكون الخلل في القلب، وإنما يكون القلب متلقياً، مستجيباً لمؤثرات. ويكون العلاج بتجنب هذه المؤثرات، أو معالجتها، إن أمكن ذلك. هذه المؤثرات كثيرة، ومن ضمنها على سبيل المثال لا الحصر: فقر الدم، خلل الغدة الدرقية، الالتهابات، التدخين، المنبهات.
قد يعجبك ايضا
كما رأينا، هناك العديد من الأنواع والأسباب للتسارع في ضربات القلب. بعض هذه الأسباب بسيط، والبعض الآخر خطير. لعلاج التسارع يجب الوصول الى التشخيص الصحيح أولاً. بعد ذلك، قد ينصح الطبيبُ بعلاج معين، أو عملية، بحسب ما يحتاج المريض.
الدكتور منير الزقة
اختصاصي كهربائية القلب وحدة القسطرة وكهربائية القلب المستشفى التخصصي
تعليقات
إرسال تعليق