القائمة الرئيسية

الصفحات




موقع رائد- ثمة تقنيتان جسدتا الخيال البشري في العقد الماضي، تبدوان للوهلة الأولى سطحيتين. شبكة التواصل الاجتماعي التي تسمح لنا بمشاركة لحظات ثانوية مثل "إنني أحتسي القهوة في ستارباكس" والهاتف الذكي النقال الذي يسمح لنا بمشاركة الحدث فور وقوعه. نستخدم هاتين الشبكيتين عندما نسجل الحدث في شريط مصوّر على جهاز نقال ونشاركه على فايسبوك أو تويتر أو إنستغرام. ندرك الآن جميعاً أن معنى الشبكة قد تخطَّى مجرد اللعب والتعبير عن النفس افتراضياً، لأنها أصبحت جزءاً من ثقافتنا السائدة. تكمن القوة في اللحظة الواقعة ضمن مجتمع عالمي بتقنية تزودنا بمنصة للتعبير وتحويل المعلومات المرجعية. فلماذا إذاً قبضت هاتان التقنيتان على خيالنا لتكونا قوة فعالة في التغيير والابتكار؟ لماذا أصبحت هذه النشاطات بارزة وهامة؟

بوابة الإمكانية السحرية: تقدّم الشاشة الصغيرة بوابة سحرية لعالم عملاق من الاحتمالات. توصلنا بمجتمعات عالمية تتجاوز موقعنا الحالي وفهمنا للواقع. تسمح لنا بقطع الشك، تمنحنا دخولاً للمعلومات التي تقدم فرصة لامتناهية قهرية وإدمانية. في ما مضى، كان التساؤل هو محفز السعي البشري، أما في عالم المعلوماتية فتحوّلت تساؤلاتنا إلى منحى افتراضي مفاده الفضول في معرفة ما يكمن وراء النقرة والرابط التشعبي.
عصر جديد من القبلية والعشائرية: منذ الأزل رافقتنا غريزة الانتماء إلى ما هو أكبر منا وما يصلنا ببعض ويمنحنا معنى ومغزى. قاد التواصل بين الجماعات التي تتشارك المعتقدات عينها إلى خلق حركات مثل الدين والسياسة. لكن القبلية لا تعني مشاركة الاهتمامات والهوايات والشغف فحسب، إذ أصبح بإمكاننا الآن التفاعل مع قبائل من شتى أنحاء العالم بتقنية غير مكلفة وبديهية. تسمح الوسائط المتعددة بخلق أفكار جديدة مزدهرة.

حلم الوصول إلى إمكانياتنا المطلقة: يسمح التواصل مع القبائل العالمية بدخول عالم الرواد والخبراء، لنرى ما بمقدورنا القيام به. وبهذا، أصبح الاستثنائي مرئياً. في عالم يتكوّن من سبعة مليارات إنسان، ساعدت مشاهدة المهارات على يوتيوب في جعل المستحيل ممكناً، حيث يمكننا الاطلاع على تجربة تَحوُّل الناشئين ذوي الأفكار الخلاقة والميزانيات المحدودة وقد قلبوا مجالات العمل بالكامل. كذلك حال الأشخاص ممن لا يملكون سوى حاسب محمول وشبكة انترنت ولكنهم يقدّمون بصمات فذَّة مبدعة. قاد الثورة الخاطفة في الصناعة والإعلام أفراد طموحون ليحوّلوا معايير مجالات العمل في سنوات قصيرة لا عقود كما في السابق. لن نتجاهل بالطبع تدرّج الحاجات المتسارع عالمياً.

معلومات مرجعية عالمية: لم يكن التعبير عن النفس بهذه البساطة، فكلما كتبنا أو سجلنا شريطاً مصوراً، نؤثر على الآخرين. يمكن لأفكارنا أن تغيِّر مجتماعتنا وقبائلنا، قد لا يكون التأثير كبيراً، لكن آثاره ستظهر مهما كان حجمه. بالمقابل، تغيِّرك المعلومات المرجعية فور تعليق الناس على مدوّنتك أو تغريد مقالاتك ومحتواك. النجمة الذهبية التي كنت تنالها وأنت طفل تعني أنك على المسار الصحيح، والإطراء الذي تحصل عليه من عائلتك أو أصدقائك أسهم في تكرار سلوكك الطيب، والعكس صحيح، فقد توقفَت الأفعال التي جلبت لك اللوم والتأنيب. في عالم التواصل الاجتماعي النقال، يحدث تعزيز السلوك في الوقت الفعلي وهو فعال حينما يصوِّت المجتمع العالمي له أو ضده. وعندما يتكلّم العالم نصغي له، لقد أقرَّ مؤلّف الخيال العلمي ويليام غيبسون بأنه كان مخطئاً حيال الشبكة: " إننا لا نتخلى عن العالم الفعلي من أجل نظيره الافتراضي، لكننا ندمج الافتراضي بالفعلي". يمكن اعتبار ذلك إشارة نحو مستقبل جديد بإلهام وفرص لامتناهية. كرواد فكريين ومقاولين ورجال أعمال ومبدعين، نحتاج إلى تأسيس ركنٍ واتصال صميميّ بهذا العالم كي نبقى وثيقي الصلة به ومتفاعلين وطموحين.
- See more at: http://www.taamolat.com/2012/12/blog-post_3083.html#sthash.IN9qvxZ3.dpuf
Reactions

تعليقات