المسكنات والمهدئات أثناء عملية الولادة
د. سميح خوري - مستشار الأمراض النسائية والتوليد والعقم
كان هاجس اطباء التوليد دائما، ازالة آلام المخاض، ومع تقدم الطب وعلم الأدوية ظهرت المسكنات والمهدئات والعقاير المخفضة للآلام وكذلك المنومات. ورغم هذا التقدم في انتاج العقاقير التي تلجم الآلام، فان اطباء النساء والتوليد لا يستطيعون اعطاءها بكميات كبيرة لغرض ازالة المخاض كليا، لأن لها تأثيرا ضارا على سير الولادة والطفل. ويعتبر استخدام مسكنات الألم في الولادة شيئا جيدا، اذا طبق استخدامها بالطريقة المسموح بها.
للرحم شبكة عصبية تحتوي على عصب حي وعصب محرك. فالعصب الحي يغذي الرحم وعنقه بالاحساس، ومركزه موجود في اسفل الفقرات الصدرية من العمود الفقري وفي الجزء الاعلى من الفقرات .........، بينما يتقبل الجزء السفلي من المهبل احساسه عن طريق العصب الحيائي «Pudendal Nerve» الذي مركزه في الفقرات العجزية. ويغذي هذا العصب معظم منطقة العجان (منطقة بين فتحة المهبل والشرج) والفرج وارضية الحوض بالاحساس.
اما العصب المحرك، فهو عبارة عن عصب سميثاوي (ذاتي)، يُعصب بشكل رئيسي الاعضاء الداخلية.
الاسباب الداعية الى اثارة الألم اثناء المخاض، هي:
1- تعد عملية توسع عنق الرحم على مراحل، عملية عالية من التوتر، نظرا لما يحتوي عليه عنق الرحم من اطراف عصبية.
2- يؤدي المخاض الى توتر الغشاء البيروتيني (الصفاق) لأربطة الرحم.
3- تحدث التغيرات الكيماوية في الانسجة الرحمية توترا في الاعصاب اثناء المخاض.
تتعدى معظم الادوية المعطاة للحامل اثناء المخاض حدود المشيمة لتصل في النهاية الى الجنين، لتترك اثرا عليه مشابها للأثر الذي تتركه على الأم. لذا لا بد من العناية الكافية والانتباه لأنواع وجرعات المسكنات، وان تؤخذ بعين الاعتبار حالة الأم وجنينها ومدى تقدم المخاض. فالمسكن المثالي لتخفيف آلام المخاض، هو ذلك النوع الذي يعطي فعالية جيدة على الألم دون تخطي المشيمة والتأثير على الجنين.
تعطى هذه العقاقير المسكنة والمهدئة في بداية المخاض، خاصة اذا كانت الحامل قلقة ومضطربة، حيث انها تساعد الحامل على الاسترخاء. وهي تعطى على شكل اقراص او حقن تحقن في الوريد او العضل.
العقاقير المخففة للآلام:
ان اكثر العقاقير استعمالا، هو البثيدين «Pethidin» الذي له تأثير جيد في ازالة التشجنات ويريح الولادة دون ان يعرقل سير المخاض اذا اعطي بجرعات مناسبة.
يحقن «البثيدين» في العضل بجرعة 100ملغم كل اربع ساعات اذا لزم الأمر وذلك في المرحلة الاولى من الولادة وعندما يستقر ويشتد المخاض.
حقن المادة المخدرة في سلسلة الظهر «Epidural Anaesthesia»:
يوجد في السلسلة الظهرية فراغ، يقع خارج الأم الجافة «Epidural»، يمتد من قاعدة الجمجمة حتى نهاية العمود الفقري، ويحتوي على الاعصاب التي تعصب الرحم وعنقه.
اذا حقن مخدر في هذا الفراغ، سيؤدي حتما الى تخدير الاعصاب وفقدان الحس. وهذا التخدير، يتوقف على نوع المخدر وعلى المنطقة التي حقنت به. وتعطى المادة المخدرة اما على دفعة واحدة او على دفعات، ويفضل اعطاؤها عند بداية المخاض او حينما تصبح الانقباضات الرحمية مصدر ألم حقيقي.
يتمتع هذا النوع من التخدير بميزة خاصة، حيث اكثر النسوة المعطى لهن هذا التخدير لا يشعرن بألم المخاض.
ومن مضاعفات هذا التخدير، هبوط ضغط الدم بنسبة تقدر بـ 5%، فقدان الحس في الساقين واحيانا ضعف في احد الساقين او فقدان السيطرة على عملية التبول. وفي حال اعطاء ابرة الظهر، تتم ولادة الطفل دائما بالملقط الولادي، لأن الولاّدة لا تستطيع الدفع لاخراج الطفل.
البنج العام القصير:
يحقن بعض اطباء التوليد، خاصة في مرحلة اخراج رأس الطفل اثناء الدفع، مادة مخدرة في الوريد دفعة واحدة، فتخدر الجسم كله مدة قصيرة لا تتعدى العشر دقائق، فلا تعود المرأة تشعر خلالها بوجع او احساس. وهذا النوع من التخدير لا يؤثر على الجنين ولا يخدره.
البنج الموضعي:
يستخدم التخدير الموضعي في الولادة لتخدير الاعصاب التي تغذي عضلات ارضية الحوض حتى لا تشعر المرأة بألم عند خروج رأس الطفل. ويستعمل ايضا عند القيام بعملية الشق المهبلي لغرض التوسيع وتسهيل خروج الطفل.
من خلال ما سبق طرحه، نجد ان هناك طرائق متعددة وأساليب مختلفة، تستخدم من اجل ازالة آلام الولادة، ثم لا يوجد اسلوب موحد، فكل طبيب يستعمل طريقته الخاصة والتي يرها مناسبة للمخاض.
تعليقات
إرسال تعليق