ما هو ثقب الأوزون؟
هو
فراغ في طبقة غاز الأوزون الموجودة في الغلاف الجوي والتي من وظيفتها حماية الأرض
من الأشعة الضّارة المنبعثة من الشمس الى الأرض.
يوجد
هذا الثقب فوق القارة المتجمدة الجنوبية وتم اكتشافه في أواخر القرن الماضي على يد
بعض العلماء البريطانيين, ويجزم بعض العلماء بأن السبب الرئيسي هو انبعاث الغازات
الضارة من الأرض.
اكتشاف ثقب الأوزون
بدأ العلماء بقياس الأوزون في الغلاف الجوي للقارة القطبيّة الجنوبية منذ عام 1957، وفي عام 1976 لاحظوا انخفاضاً واضحاً في مستوى الأوزون، في البدايّة اعتقدّ العلماء أنّ الأمر طبيعي، حيث تختلف مستويات الأوزون من موسم أو فصل لآخر وتنخفض بشكلٍ خاص خلال فصل الرّبيع، وقد سجل العلماء بالفعل انخفاض سمك طبقة الأوزون خلال فصل الرّبيع بنسبة 10%، ثم لاحظوا أنّ الأمر يزداد سوءاً في كل ربيع عن سابقه، عندها بدأ العلماء بالقلق، فقد اكتشفوا للتو أكبر ثقب أوزون في العالم، وفي عام 1985 تيقّن العالَم أنّ ثقب الأوزون يمثّل مشكلة كبيرة، وأنّها ناتجة عن البشر أنفسهم، ومن الجدير بالذّكر أن العلماء اكتشفوا ثقب الأوزون بعد بضع سنوات من تشكلّه في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وقد أكدّت وكالة ناسا وجوده عام 1985م.
مخاطر ثقب الأوزون
ينتج عن ثقب الأوزون العديد من الآثار الضّارة على أشكال الحياة المختلفة على سطح الأرض، ومن هذه الآثار:
الإضرار بصحة الإنسان: يؤدي ثقب الأوزون إلى زيادة الأشعة فوق البنفسجيّة التي يتعرّض لها البشر، والتي تسبّب سرطان الجلد غير الميلاني، وتزيد من تطوّر الأورام الميلانينيّة الخبيثة وسرطان الخلايا الصبغية، وذلك بحسب دراسات علم الأوبئة والدّراسات المخبريّة، كما أنّها تسبّب إعتام العين، وتُضعف جهاز المناعة.
الإضرار بالنّباتات: تتعرّض النّباتات عند زيادة تعرضّها للأشعة فوق البنفسجيّة لتغيرات تشمل الشّكل، وتوزيع الغذاء، وعمليات الأيض الثّانوي، وأوقات النّمو والتّطور، بالإضافة إلى حدوث تغييرات في التّوازن التّنافسي بين الأنواع المختلفة، وإصابة النّباتات بالأمراض، مما يؤدي إلى الإضرار بالحيوانات التي تتغذى عليها، وتغيّر الدّورات البيوجيوكيميائيّة أي الدورة الحيوية الجيولوجية الكيميائية التي تحدث في الطّبيعة.
تضرّر النّظم البيئية البحريّة: يؤدي ثقب الأوزون إلى زيادة تعرّض العوالق النّباتيّة -التي تُعدُّ أساس الشّبكات الغذائيّة المائيّة - للأشعة فوق البنفسجيّة، الأمر الذي يؤثر على توزيعها وقدرتها على الحركة، و يؤدي بالتّالي إلى نقص إنتاجيتها، ويقلّل من فرص بقائها على قيد الحياة، ومن جهة أخرى يؤدي تعرّض الكائنات الحيّة الصّغيرة مثل الأسماك، والرّوبيان، وسرطان البحر، والبرمائيات للأشعة فوق البنفسجيّة إلى أضرار خطيرة مثل انخفاض القدرة الإنجابيّة، وضعف اليرقات، ويمتد تأثير هذه الأضرار للكائنات الحيّة التي تتغذى عليها فتنخفض أعدادها.
اضطراب الدّورات البيوجيوكيميائية: تؤدي زيادة الأشعة فوق البنفسجيّة إلى تغيّر العوامل الحيويّة، والجيولوجيّة، والكيميائية التي تؤثر على دورة المواد على اليابسة وفي الماء، مما يؤدي إلى تغيير مصادر ومصارف غازات الدّفيئة والغازات النّزرة المهمة مثل أول أكسيد الكربون، وثاني أكسيد الكربون، وكبريتيد الكربونيل، والأوزون، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى زيادة أو انخفاض تركيز هذه الغازات في الغلاف الجوي.
تلف البوليميرات: تؤثر الأشعة فوق البنفسجّية على بعض المواد ذات الأهميّة التّجاريّة مثل البوليميرات الصّناعيّة، والبوليميرات الحيويّة الطّبيعيّة فتصبح أكثر قابليّة للتلف، وتقل مدة صلاحيّتها عند استخدامها في الهواء الطّلق خارج المنزل، لذلك تُضاف إلى هذه المواد إضافات خاصة تحميها نوعاً ما من التّأثير الضّار للأشعة فوق البنفسجيّة.
تغيّر المناخ: تشير الدّراسات أنّ وجود ثقب الأوزون في منطقة القطب الجنوبي أدى إلى تغيّر المناخ، وأثرّ على دوران الغلاف الجوي في المنطقة الممتدة من نصف الكرة الجنوبي إلى خط الاستواء، الأمر الذي أدى إلى زيادة هطول الأمطار في المناطق شبه الإستوائيّة، وذلك بحسب دراسة نُشرت في مجلة العلوم (بالإنجليزيّة: Science journal).
تعليقات
إرسال تعليق