المرضى يتخوفون من تناول الكورتيزون
الغد– يتخوف مرضى من تناول الكورتيزون، لخوفهم من مضاعفاته وهو السبب الذي يجعل الأربعينية (أم محمد) ترفض أخذ أي علاج فيه كورتيزون، رغم أن طبيبها الخاص وصف لها بخاخات تساعدها في حل مشكلتها من التحسس الشديد في القصبات الهوائية، ويمكنها أن تسهم في تخفيف التحسس والهيجان عند استنشاقها الهواء البارد، أو حتى روائح الطبيخ.
وترفض استخدام هذا البخاخ لاحتوائه على الكورتيزون، "لأنه يسبب هشاشة العظام وكذلك السمنة الزائدة والتنفيخ"، حسب اعتقادها.
"يأخذ الكورتيزون شكلين، الأول يكون عن طريق الحبوب، والثاني على شكل مراهم أو بخاخات، وهذا النوع أخف العلاجات وألطفها، وليس له أي مضار"، حسب ما يقول استشاري الأمراض الصدرية والتحسس د.عبد الرحمن العناني.
ويؤكد العناني وجود علاجات حديثة في هذا العصر، تساعد في الشفاء، ولا تسبب أي مضار، بل فيها الكثير من الفوائد، مشيرا إلى أنه منذ استعمال البخاخات في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، فإنها أصبحت العلاج الرئيسي لمرضى تحسس القصبات أو الأزمة "الربو" الشعبية.
ويشرح طريقة عملها بأن البخاخات توصل الدواء إلى مكان الحاجة إليه، مثل قطرة العين أو الأنف أو الفم، وبالتالي فإن كمية الدواء تكون أقل بكثير مما لو كان العلاج على شكل حبوب أو شراب مع فاعلية أكثر وأمان أكثر"، فلا خوف منه وإن احتوى على الكورتيزون، خصوصا أن كل ما يمتصه الجسم من الكورتيزون يعمل الكبد على تكسيره" وفقا لما يقول.
ولأن البعض يخاف من الكورتيزون فإن هناك عددا من الخبراء الذين بينوا أن عواقبه مفيدة إن استخدم بالطريقة الصحيحة، فهو وفق العناني "عبارة عن منتج هرموني طبيعي مفرز من قشرة الغدة الكرزية الموجودة فوق الكليتين، ويخضع افرازه لاعتبارات عديدة وتحت سيطرة تامة، ومحكمة من الجزء الأمامي للغدة النخامية، ويخضع ذلك للسيطرة الدماغية من منطقة في الدماغ تحت المهاز، لأن أي اختلال أو عطل في هذا التوازن يؤدي إلى أمراض وعلل عديدة".
ووفق طبيب العيون د. وائل خشمان، فإن الجهاز البصري يفرز حوالي (5 – 7.5 ملغ) من الكورتيزون يوميا، وهذه القيمة ضرورية جدا من أجل اكتمال مسيرة النمو البشري، وفي حال علم الجميع أن مستوى الكورتيزون الفيزيولوجي المفرز من الجسم ضروري جدا، للعديد من العمليات الاستقلابية في الجسم فان ذلك يحافظ على معدل السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية.
ويؤكد العناني أن الكورتيزون يتوفر على هيئة حبوب، مراهم، كريمات، ابر عضلية، ووريدية، وبخاخات عن طريق الانف، وقطرات ومراهم عينية، مؤكدا أن استعمال الكورتيزون بجرعات قليلة، ولفترات يحددها الطبيب عادة ما تكون آمنة من دون ظهور مضاعفات تذكر، أما في حال استخدم الكورتيزون عن طريق الحبوب فهي مخيفة نوعا ما.
وتتلخص مضاعفات الكورتيزون في حدوث زيادة نمو الشعر، وارتفاع ضغط الدم، وهشاشة العظام، وزيادة معدل السكر في الدم، وزيادة الوزن وضمور ورقة في الجلد، وتوسع في الشعريات الدموية وحدوث التشققات الجلدية.
ويشدد على أن الاستعمال الصحيح للكورتيزون الموصوف من قبل الطبيب المعالج وبالطريقة الصحيحة، يجنب الوقوع في مضاعفاته، مبينا أن ما جعل الكورتيزون مخيف عند الناس "أن الاستعمال الخاطئ للكورتيزون من قبل عامة الناس، كثيرا ما يؤدي إلى حدوث هذه المضاعفات ومن ثم يتناقل الناس هذه الأحاديث والأقاويل من مجلس إلى آخر، وكل هذا أدى إلى إعطاء الكورتيزون هذا الاسم غير الجيد.
ويؤكد اختصاصي الأمراض الجلدية د. هاشم الكردي على وجود شكاوى من بعض المرضى المراجعين له، يدعون بأن مضاعافات الكورتيزون، تسبب لهم تشققات جلدية نتيجة تناولهم الحبوب، أو كريمات الكورتيزون الموصوفة لهم.
تعليقات
إرسال تعليق