كيف تتعلم فنّ المثابرة للوصول للنجاح؟
هل سبق لك أن حاولت الوصول لهدف بعيد المدى لكنك فشلت في منتصف الطريق؟ لو حدث هذا الأمر معك فقد تكون شعرت في لحظة من اللحظات بأن النجاح يحتاج لأشخاص يحملون صفات معينة لا تملكها أنت. لكن ربما أنت مخطئ لو أن تفكيرك قادك لهذه النتيجة بالفعل. فسواء كنت تريد النجاح بالجامعة أو إنشاء شركة خاصة بك، أو سداد الديون التي عليك، أو حتى لو كنت تريد مجرد الالتزام بحمية غذائية معينة فاعلم بأن تحقيق أي من تلك الأهداف يحتاج لشيء واحد اسمه: المثابرة.
فبحسب موقع، dumblittleman، فإن المثابرة تعد فنا يمكن تعلمه، أي أنه لا يكتسب وراثيا، لذا لا داعي أن تحدث نفسك بأنك لست من هؤلاء الذين يملكون النفس الطويل والمثابرة لتحقيق أحلامهم. فيما يلي سنتعرف على كيفية تعلم المثابرة، وفي البداية لابد من وضع الهدف الذي تطمح الوصول إليه في ذهنك ومن ثم تطلع على الخطوات التالية والتي ستقودك إلى إتقان فن المثابرة:
- كتابة سيناريو خاص للأحداث في ذهنك: على الرغم من أننا نتجاهل في بعض الأحيان قدرة العقل البشري، إلا أنه يجب عليك أن تدرك أن بإمكانك زيادة نسبة احتمالية تحقيق هدفك في حال قمت برؤية هذا الهدف يتحقق من خلال صور في ذهنك. هل سبق أن علمت بالطقوس التخيلية لنجم كرة السلة العالمي مايكل جوردان؟ هذا النجم الكبير كان يضع تصورا كاملا في مخيلته لأحداث المباراة القادمة لفريقه، وكان يتصور نفسه يحقق الأهداف التي يريد إنجازها في تلك المباراة. وعند بدء المباراة بالفعل، كان يقوم بتنفيذ السيناريو الذي وضعه في ذهنه مسبقا. هذا الأمر جعله لا يستغرب قيامه بصد ضربة للفريق الخصم، أو الإفلات من اللاعب الذي يراقبه وتسجيل "تغميسة" تبهر الجماهير. ومن هنا نرى بأنه وعلى الرغم من الموهبة الفذة التي يحملها هذا النجم، إلا أنه احتاج لإضافة ما يمكنه من الوصول لأهدافه، وهذه الإضافة كانت من خلال إيجاد صور تخيلية في ذهنه للحدث الذي يمر به ومن ثم تطبيق تلك الصور على أرض الواقع.
نفس الأمر يمكن أن ينطبق عليك. فلو كنت تحلم بالحصول على وظيفة في مجال معين، حاول أن تتخيل نفسك تقوم بالإجراءات اللازمة لهذا الأمر كالاتصال مع الشركات المحتملة للتوظيف والتحضير للمقابلات من أجل التعيين، وتذكر بأنه كلما كانت هذه الصور تفصيلية أكثر كنت مستعدا لتطبيقها على أرض الواقع حال ما تسنح لك الفرصة.
- ركز على نجاحات المدى القصير: أحد أهم الأسباب التي يمكنها أن تعوق تقدمك نحو تحقيق أهدافك هو أن تركز فقط على النتيجة النهائية، وتتجاهل كل النجاحات الصغيرة التي ستحققها في طريقك نحو هدفك الأساسي. حيث إن هذا الأمر سيجعلك تشعر بأنك تقف مكانك بدون حراك، خصوصا أن الهدف الذي تسعى لتحقيقه بعيد المدى. تذكر أننا نتحدث هنا عن المثابرة.
دعنا نتخيل أنك قمت بالاتفاق مع إحدى الشركات الهندسية من أجل إنشاء مبنى معين. في هذه الحالة سيكون من غير المنطقي أن تزور موقع الإنشاء بعد اسبوع فقط من بداية العمل وتحكم على الشركة بأنهم لم ينجزوا عملهم بالشكل المطلوب. ففي هذا الوقت المبكر سيكون المبنى مجرد أساسات لم تظهر بصورتها النهائية بعد، لكن تلك الأساسات يعتمد عليها البناء النهائي بأكمله. نفس الأمر ينطبق على أهدافك، فمن غير المعقول أن تشعر بالإحباط بعد مدة قصيرة من سعيك لتحقيق أهدافك بعيدة المدى.
وهذا الحديث لا يقصد منه هنا التقليل من أهمية الهدف الأساسي، بالعكس، لكن ما يقصد هو أنك ستحتاج لانتصارات صغيرة ومحفزة في طريقك نحو هدفك الأساسي. لذا عليك أن تتعلم أن تشعر بالفخر بنفسك كلما أنجزت مرحلة من إنشاء أساسات هدفك الأصلي. فعلى سبيل المثال لو أردت قطع مسافة كيلو متر واحد خلال 10 دقائق ولكنك لم تقطع سوى نصف تلك المسافة أو أقل، لا تقم بإحباط نفسك بالقول إن هذا يدل على أن قدراتك بعيدة تماما عن تحقيق هدفك، وإنما انظر للأمر على أنه هدف صغير تحقق وسيمنحك الدافع المناسب لتحقيق الهدف الكبير الذي تريده.
- دع الحاقدين يشحنون طاقاتك: ليس من المستغرب في طريقك نحو تحقيق هدفك أن تصادف أشخاصا لا يكفون عن تقييم قدراتك لتحقيق النجاح الذي تسعى له. قد تتساءل عن السبب الذي يجعل مثل هؤلاء الناس يصرفون طاقاتهم ووقتهم لانتقادك وتثبيط معنوياتك. تتعدد الأسباب المؤدية لهذا الأمر فقد تكون بسبب شعورهم بالغيرة أو لامتلاكهم شخصيات حقودة أو لمجرد أنه ليس لديهم شيء آخر يفعلونه. أيا كان الأمر يجب ألا يؤثر عليك، ويجب أن تتجنب مثل هؤلاء الأشخاص قدر الإمكان لأن كل جزء من الطاقة تصرفه على مناقشتهم سيكون مجرد طاقة مهدورة، بدلا من هذا حاول أن تستخدم سلبيتهم بشحن طاقتك وتقوية إصرارك على الوصول لهدفك.
علاء علي عبد
تعليقات
إرسال تعليق