القائمة الرئيسية

الصفحات

طرق تسهل عملية تدريس الآباء لذوي صعوبات التعلم



مريم نصر
عمان - تشتكي غالبية الأمهات من مشكلة حث أطفالهن على القيام بالواجبات المدرسية، إذ تكون الأجواء مشحونة بالبكاء والعصبية، وعدم القدرة على التحمل من الجانبين؛ الطفل والأم، وفي حال كان هذا الطفل يعاني من صعوبات تعلم، فإن الأمر يكون أشد سوءا. 

ويميل الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم إلى الشعور بالاحباط بعد فترة قصيرة من الجلوس على الطاولة لحل الواجب، وتنتابهم نوبة من الغضب قد تجعلهم يبكون، أو يمزقون دفاترهم ويكسرون أقلامهم، وهذا قد يحدث للأطفال الذين لا يعانون من صعوبات تعلم. 
وتقول لوري مندلسون، وهي أم لطفلة تعاني من صعوبات تعلم وتربوية متخصصة في هذا المجال، إن الأمر استغرقها ثلاثة أعوام، لتدرك كيفية التعامل مع طفلتها، كي تساعدها على إنهاء واجبها بنجاح، بعيدا عن العصبية والإحباط. 
ويجب على الآباء إدراك حقيقة أن الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم، لا يستطيع التعلم بنفس الطريقة التي يتعلم بها الآخرون.
ويجب أن يعرف الآباء كذلك ماهية المشاكل التي يواجهها الطفل، وأنواع التعلم التي ستكون صعبة عليه، ومعرفة مصادر المساعدة المتوفرة في المجتمع له.
وتبين أن أول شيء يجب القيام به، هو أن تدرك الأم أن الواجب، هو أمر يجب أن يقوم به الطفل وليس الأم، وعلى الطفل إدراك ذلك أيضا، عن طريق جعله يعرف أن حل الواجب يقع ضمن مسؤولياته وجدول أعماله خلال اليوم. 
وتنصح مندلسون أن لا تنخرط الأم مع طفلها في نوبة الغضب، وتقول "عندما يغضب الطفل ويتحدث بصوت مرتفع ويبكي، على الأم أن تقول له بصوت هادئ سأتحدث معك عندما تهدئ وتتحدث اليّ باحترام"، وهنا يجب على الأم السكوت، وعدم التحدث إلى أن يهدأ الطفل ويتحدث باحترام فعلا. 
وتبين مندلسون أهمية أن تهيئ الأم مناخا ايجابيا لحل الواجبات، ابتداء من المكان المخصص لذلك، وانتهاء بالأوراق والدفاتر التي يستخدمها الطفل، وتقول "يجب أن يشعر الطفل بالمتعة وهو يدرس، فالفضاء الذي يجلس به خلال حل الواجبات، يجب أن يكون جميلا مضاء بشكل جيد، وأن يستخدم الطفل القرطاسية المحببة إليه من أقلام ودفاتر وغيرها".
وتقول "يجب أن يدرك الآباء أن الصراع مع الطفل حتى ينجز الواجب الدراسي، يمكن أن يؤدي إلى الغضب والإحباط تجاه إلى كل منهما، وبدلا من ذلك يمكن أن تسهم الأم في تنمية البرامج الدراسية المناسبة لطفلها، وأن تشارك المدرسين في وضع تلك البرامج التي تتماشى مع قدراته التعليمية".
ويجب فتح باب حوار مع الأساتذة والمعلمين من أجل تسهيل مهمة تدريس الطفل الذي يعاني من صعوبات تعلم. 
والواجبات أمر في غاية الأهمية لجميع الأطفال، فهي تساعد على الانضباط والصبر والتأني، وأن يحظوا بفرصة ليقيم نفسه وتطوره بذاته، ويساعد على تطوير مهاراته بناء على قدراته. 
ويجب على الآباء البحث عن المفاتيح التي تساعد الطفل التعلم بطريقة أفضل، وتجربة جميع أنواع التعليم سواء بالمشاهدة أو الاستماع والانتباه إلى هواياته ومواهبه وأين يبرع لتعزيز ذلك في نفسه، ليدرك أنه قادر على إنجاز المهمات ولو ببطء. فبدلا من إجبار الطفل على القراءة التي لا يستطيع إجادتها، وتجعله يشعر بالفشل، يمكن جعله يستمع إلى تسجيل تعليمي معين يحثه على التعلم أكثر. 
وتؤكد مندلسون أن من يعاني من صعوبات تعلم لا يعني على الإطلاق، أنه سيكون فاشلا أو غير قادر على التطور، فهنالك أطفال يعانون من صعوبات تعلم، لكنهم موهوبون، وهؤلاء يحتاجون إلى رعاية كاملة من الآباء، كي ينمو تلك الموهبة عند الطفل.

Reactions

تعليقات