كيف تحقق التوازن في حياتك؟
علاء علي عبد- يعد التوازن من أهم الأمور التي يتوجب على المرء الوصول لها، لكن المشكلة أن طريق تحقيق هذا التوازن ليست ممهدة أمام الجميع خصوصا من لم يعتادوا عليه.
ويرغب كثيرون في أن يكونوا أكثر إنتاجية في عملهم وأن يعرفوا بأنهم يقومون بعملهم بجدية واجتهاد، وفي الوقت نفسه نجدهم يرغبون بأن يكونوا آباء جيدين وأزواجا مخلصين وأصدقاء أوفياء. لكن مع الأسف، فإن الحصول على كل تلك المواصفات لا يتأتى للجميع، أو أنه من النادر أن يتمكن أحد من تحقيقها جميعها.
فبحسب موقع dumblittleman، فإن المرء لا بد وأن يضطر لترك واجب عائلي بسبب انشغاله بعمل يخص وظيفته يتطلب منه تسليمه في وقت محدد، وفي المقابل قد يضطر لعدم التواجد في مكتبه نظرا لضرورة وجوده مع عائلته للاعتناء بأحد أفرادها.
ومن خلال ما سبق، تتبين درجة صعوبة تحقيق التوازن المطلوب، لكن هناك عددا من الطرق التي يمكن اتباعها، والتي من شأنها تسهيل تحقيق التوازن الذي تبحث عنه:
- تحديد يومي للأولويات التي عليك إنجازها: بداية عليك أن تتعود كل صباح أن تقوم بتحديد المهام التي عليك إنجازها مرتبة حسب الأولوية. حاول أن تتضمن القائمة عددا قليلا من الواجبات المهمة، بحيث يمكنك عند الانتهاء منها أن تنتقل لإنجاز الواجبات الأقل أهمية.
تذكر عند تحديد الأولويات أن تكون شاملة لكل جوانب حياتك، بمعنى أن تحرص على ألا تتضمن جانب العمل فقط بدون العائلة أو الأصدقاء. وأيضا عليك أن تعلم بأن قائمة المهام اليومية الكاملة ستتضمن العديد من الأمور التي يمكن تأجيلها، لذا يجب ترتيبها حسب الأولوية.
- التنظيم الدقيق: يجد كثيرون أن هذه النصيحة صعبة التحقيق كونهم اعتادوا أشكال الفوضى المختلفة، لكن مع قليل من الجهد يمكن للمرء أن يعتاد التنظيم ويصبح جزءا من حياته.
علما أن التنظيم سيعمل، وإن كان سيأخذ وقتا حتى تتمكن من الاعتياد عليه، إلا أنه سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد فيما بعد، وذلك من خلال عثورك على كل ما تحتاج له بدون بحث متعب وعناء زائد، وسيقلل من التوتر الذي يمكن أن يصيبك عندما تفتقد لشيء مهم ولا تجده بسهولة.
- توزيع المهام قدر الإمكان: رغم أن البعض يفضلون القيام بعملهم بأنفسهم، إلا أن مسألة تفويض شخص آخر بالمهمة، عند القدرة على القيام بهذا، يعد أمرا مفيدا جدا ويسهم بتوفير الوقت.
حاول أن تفكر هل يمكن لزميلك في العمل أن يقوم بمهمة معينة بدلا منك بدون التأثير على كفاءة التنفيذ ووقت ذلك الزميل؟ هل يمكن لصديقك القيام بمهمة معينة بشكل يرضيك ولا يشكل له أي إزعاج؟ قم بطرح هذه الأسئلة وما شابهها على نفسك للوصول إلى الشخص المناسب الذي يمكنك تفويضه بإنجاز المهمة التي تناسب وقته وقدراته وتجعلك تتفرغ لمهامك الأخرى.
- الحصول على استراحات قصيرة: من المعلوم أنه، وبصرف النظر عن نوعية العمل الذي تقوم به، فإننا جميعا نحتاج لأخذ قسط من الراحة. علما بأنه ينصح أيضا بين الفترة والأخرى الحصول على استراحة من كل شيء والانفراد بالنفس لفترة معينة. لكن الاستراحة من كل شيء قد لا تكون متاحة للكثيرين، لكن يمكنهم أخذ عدد من الاستراحات القصيرة. علما أن الاستراحات القصيرة تلك يمكن أن تأتي على وجوه متعددة ممارسة رياضة خفيفة خلال استراحة الغداء، أو قضاء قليل من الوقت بعيدا عن المنزل، أو حتى الذهاب لشراء وجبة الطعام التي تفضلها.
يحتاج المرء في كثير من الأوقات لأن يخرج نفسه من دائرة الروتين التي يسير بها، لكنه قد يجد صعوبة في القيام بهذا الأمر نظرا لكم الواجبات التي يحتاج لإنجازها. لكن، لو جرب أن يمنح نفسه القليل من الوقت لإعادة شحن طاقته، فإنه سيشعر بوجود تحسن في شتى مجالات حياته.
- الاستفادة القصوى من الوقت: يحتاج المرء لأن يقسم يومه من أجل أن يحصل، على سبيل المثال، على جزء للعمل وجزء للعائلة والأصدقاء وجزء للنوم. فضلا عن ذلك، يجب أن يحصل كل جزء من تلك الأجزاء على حقه كاملا، فعندما تكون برفقة أطفالك لا يجب أن تشغل تفكيرك بالعمل مثلا.
لذا يجب الحرص على تقسيم الوقت بشكل منطقي؛ بحيث لا يتعدى أي جزء على الآخر، فالمرء لا يمكنه التواجد في مكانين مختلفين وفي اللحظة نفسها.
- توضيح الهدف: أصبحت الكثير من المهن المختلفة تتميز بالمرونة؛ بحيث أصبح بإمكان المرء وبمساعدة شبكة الإنترنت أن يعمل من منزله أو حتى وهو في طريق سفره. لكن المشكلة التي يعاني منها البعض أنهم لا يوفون بطموحات عملائهم على النحو المأمول.
ولتجاوز هذا الأمر، يجب عليك في حال أردت البدء بمشروع معين، أن توضح بداية متى سيتم الانتهاء من إنجازه، علما بأنه في حال قمت بهذا ومن ثم احتجت لتمديد الفترة، يمكنك ذلك، لكن مع ضرورة التبليغ بهذا الأمر أيضا.
- عدم تأجيل عمل اليوم إلى الغد: يجب الابتعاد كليا عن عادة تأجيل المهمات التي يمكنك تنفيذها اليوم، علما بأن أغلب المهام التي يتم تأجيلها تكون ممكنة التنفيذ حالا، لكن ولعدم وجود الرغبة في تنفيذها، فإن المرء يسارع لتأجيلها وهذا من الأخطاء التي يجب الابتعاد عنها.
الأمر نفسه ينطبق على باقي النشاطات سواء تلك المتعلقة بالأهل والعائلة أو حتى الأصدقاء؛ حيث يجب الابتعاد كليا عن تأجيل إجراء مكالمة مع أحدهم أو إرسال رسالة إلكترونية. فالمهم هو تجنب تأجيل أي نشاط يمكن القيام به ما لم تكن هناك ضرورة مقنعة لتأجيله.
تعليقات
إرسال تعليق