د. خلود البارون
تعتبر زهرة الربيع المسائية من زهور بلاد اميركا الشمالية البرية، واسموها «ملكة العلاجات». فالزيت المستخرج من البذور هو الجزء الذي استخدمته شعوب اميركا الشمالية لعلاج العديد من الامراض بدءا من الاكزيما وامراض الجلد، مرورا بهشاشة العظام وآلام الطمث، وانتهاء بأعراض ما قبل الطمث.
تستخدم سيقان زهرة الربيع واوراقها لتسكين الألم وعلاج امراض البطن والكبد واضطرابات الهرمونات النسائية. وفي الوقت الحالي يستخدمها الطب الحديث لعلاج ادمان الكحول، وتدخل كمادة فعالة في صناعة العديد من علاجات الامراض الجلدية.
مكوناتها الفعالة
من أهم المواد الفعالة الموجودة في زيت زهرة الربيع هي حمض غاما ليونك (GLA). فهذه الزهرة من النباتات القليلة التي تحتوي على هذا الحمض الدهني الاساسي المهم للجسم. وأهم وظيفة لهذا الحمض هو دعمه لإنتاج مادة بروستاجلاندينز (PFE1) التي تقلل من حدوث التهيج والالتهاب. كما ان له عدة وظائف في الجسم، مثل خفض فرصة تكون جلطة الدم وانتاج الكوليسترول الحميد.
ويمكن ان يصنع الجسم غاما ليونك اسيد الذي يحتاجه ان توافرت لديه كمية كافية من الاحماض الامينية الاساسية (ليونيك اسيد) الموجودة في بعض الاغذية مثل الاسماك والمكسرات. وحتى في حالة توافره فعادة لا تكون الكمية التي تنتج كافية لدعم صحة الجسم، خاصة في ظل فقر الأغذية بهذه الدهون الاساسية وتناول الشخص لكمية مرتفعة من الدهون المصنعة والمشبعة.
وللعلم، فالجرعة الدوائية من زيت زهرة الربيع المسائية هي 2.600 ميلليغرام وتحتوي على 280 ميلليغرام من غاما ليونيك اسيد.
فوائدها
اثبتت الدراسات أن تناول زهرة الربيع المسائية يساهم في تحسن العديد من الحالات والامراض نتيجة لتزويد الجسم بما يحتاجه من حمض الغاما ليونيك اسيد. ومن أهم هذه الامراض: الحساسية والتصلب اللويحي المتعدد وحالة تليف وتكيسات الثدي والتهاب المفاصل والاكتئاب واعراض انقطاع الطمث.
وبالنسبة لفائدتها لمن يتبع حمية بهدف تخفيض الوزن او حتى التحكم في الوزن، وجد ان مواد الزيت تساهم في زيادة حرق النسيج الدهني للسعرات الحرارية.
ومن فوائدها الاخرى أيضا:
1 - لصحة الجلد:
كشفت دراسة من مركز سامسونغ الطبي التابع لكلية الطب في كوريا أن زهرة الربيع المسائية تعالج بشكل ملحوظ الاكزيما. حيث وجد ان تناول زيت زهرة الربيع من قبل المصابين الذين يعانون من الجفاف والحك وتقشر الجلد يخفف لديهم الحك والضرر بشكل ملحوظ. واثبتت العديد من الدراسات أن تناولها او استخدامها كدهان مفيد لعلاج التهابات الجلد غير المتقيحة وحب الشباب والصدفية والاكزيما.
2 - لصحة القلب:
وجد أن هذا الزيت يدعم انخفاض معدل الكوليسترول الخبيث ويرفع الكوليسترول الحميد ويخفض ضغط الدم ايضا مما يفيد صحة القلب والكلى. كما وجد بان حمض الغاما ليونيك يزيد من سيولة الدم. وعليه فهو يقلل خطر تكون الجلطة الدموية وتصلب الشرايين، وهما العاملان الاساسيان اللذان يخفضان فرصة حدوث النوبة القلبية والجلطة المميتة. بينما يرتبط انخفاض معدل الأحماض الدهنية الاساسية مثل الغاما ليونيك مع ارتفاع معدل الكوليسترول الخبيث وعدم انتظام سكر الدم وتطور اعراض السكري.
3 - لفرط النشاط في الاطفال:
بينت دراسة اجريت على اطفال يتناولون زهرة الربيع المسائية فائدتها الملحوظة في علاج فرط النشاط. حيث وجد الباحثون بأن ثلثي عينة البحث التي تضمنت اطفال مصابين بفرط النشاط قد تحسن سلوكهم المدرسي وقل فرط نشاطهم بعد المواظبة على تناول زهرة الربيع. وكانت تعطى كمكمل غذائي يتناول كحبوب او كدهان للجسم.
ودل الباحثون على ان افضل النتائج اقترنت مع دهان الزيت على جلد الطفل، وعزا الباحثون ذلك الى كونها تتفادى اي مشكلة في الهضم او قلة الامتصاص.
4 - لصحة الجهاز المناعي:
من الوظائف المهمة لحمض الغاما ليونيك اسيد في الجسم هو دوره في دعم قوة الجهاز المناعي. فالغاما ليونيك اسيد والاحماض الدهنية الاساسية هي جزء من سلسلة العناصر الغذائية التي تصنع بروتين الانترفيرون الذي يصنع الخلايا الدفاعية التي تهاجم الميكروبات وخصوصا الفيروسات. لذا فان زيادة هذه الاحماض الدهنية الاساسية او نقصانها في الجسم له تأثير كبير على قوة جهاز الجسم المناعي.
5 - للخصوبة واعراض ما قبل الطمث:
يعرف من القدم بأن زهرة الربيع لها آثار واضحة ومفيدة على جهاز المرأة الهرموني. فانخفاض معدل حمض الغاما ليونيك له علاقة مباشرة مع زيادة واثارة أعراض ما قبل الطمث وما قبل انقطاع الطمث.
كما وصف زيت زهرة المساء قديما كعلاج اساسي لزيادة الخصوبة وتحفيز افرازات المهبل وحفظ اتزان جهاز المرأة وخفض خطر الاصابة بارتفاع ضغط الدم خلال الحمل.
الآثار الجانبية
لتناول زهرة الربيع آثار جانبية بسيطة ومنخفضة تتضمن الغثيان والاسهال والصداع، ومن يتناولون عقارات تسيل الدم من المهم ان يتفادوا تناول زهرة الربيع. فيجب على الحوامل ومن يتناولون عقارات لعلاج الصرع والشيزوفرينيا عدم تناولها لأنها تتعارض وتتفاعل مع هذه العقاقير.
تعليقات
إرسال تعليق