عمان- عادة ما نتداول الحديث عن مرض السكري عند تشخيص أحد الأقارب أو المعارف بهذا المرض ولكن هل كنت تعلم انه وقبل التشخيص بالإصابة بمرض السكري من النوع الثاني يمر العديد من الاشخاص بمرحلة تعرف بمرحلة ما قبل الإصابة بارتفاع السكر في الدم، حيث تعرف هذه المرحلة أيضاً باسم اختلال تحمل الغلوكوز أي أنه وعند مراقبة قراءات السكر في الدم يلاحظ تسجيل قراءات اعلى من المستوى الطبيعي ولكن ليست هذه القراءات عالية بما فيه الكفاية لتشخيص المريض بالسكري.
وما يجدر الانتباه له أنه وفي حال إدراك ان المريض بدأ بالمرور بهذه المرحلة وفي حال اتخاذ الإجراءات الملائمة فيما يتعلق بتعديل الأنماط الغذائية اسلوب الحياة اليومية والمتابعة الطبية قد يتجنب المريض الإصابة بالسكري بنسبة تقارب 58 % وفقا لرابطة السكري الاميركية وهي نسبة عالية لا يجب الاستهانة بها.
كيف تعرف أنك في مرحلة ما قبل السكري؟
عادة لا توجد أعراض واضحة لتدفع المريض لمراجعة طبيبه بل وفي أغلب الأحيان يكشف أن المريض في هذه المرحلة عند إجراء الفحوصات الروتينية.
والتي يتضح فيها ارتفاع لمستوى السكر في الدم، وعادة عند ظهور الأعراض المتعارف عليها لارتفاع السكر بالدم (الجوع، العطش، التبول بكثرة، عدم وضوح الرؤية) لا تظهر بشكل مفاجئ بل تتطور لدى المريض بشكل تدريجي فقد لا يلاحظها المريض إلا بعد أن يكون المريض قد دخل في مرحلة الإصابة بالسكري ولا بد من العلاج في هذه المرحلة.
متى يجب أن تبدأ بإجراء الفحوصات؟
من المهم إجراء الفحوصات للكشف المبكر عن السكري، إذ إن مرحلة ما قبل السكري عادة ما تكون صامتة دون وجود أي أعراض عند المريض، ولذلك ينصح باستمرار مراقبة مستوى سكر الدم خاصة عند الأشخاص الأكثر عرضة لذلك ومن الفئات الأكثر العرضة للإصابة:
- كل شخص بالغ (45 عاما فما فوق) يجب أن يتأكد من أن مستوى سكر الدم لديه ضمن الحد الطبيعي عند إجراء الفحوصات الروتينية. وفي حال كانت فحوصاتك طبيعية فقم بإعادة عملها كل 3 سنوات.
- كل شخص بالغ يعاني من زيادة الوزن وخاصة من يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم على 25، ويحسب هذا الرقم عن طريق تقسيم وزن الجسم بالكيلو غرام على مربع الطول بالمتر وفي الوضع الطبيعي يتراوح هذا الرقم من (18-24) إذ إن زيادة الوزن تعتبر عاملا قد يزيد من إحتمالية الإصابة بالسكري
وخاصة لمن تتمركز السمنة لديهم في منطقة البطن.
- لمن لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالسكري.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بسكري الحمل أو وجود أكياس على المبيض.
- الإصابة بإرتفاع ضغط الدم.
- عدم ممارسة الرياضة وممارسة أسلوب حياة يتمتع بالخمول.
- وجود مشاكل في النوم: إذ ربطت العديد من الدراسات نقص ساعات النوم أو النوم لساعات طويلة بزيادة احتمالية الإصابة بالسكري.
هل يكفي القيام بعمل فحص مستوى السكر في الدم باستخدام أجهزة الفحص المنزلي؟
بالتأكيد فأجهزة الفحص المنزلي المتوافرة في الصيدليات تسهل عليك القيام بمتابعة مستوى سكر الدم لديك بشكل مستمر على الرغم من أنه لا يمكن الاعتماد عليها لتشخيص المرض، إنما تمكنك وتمكن طبيبك من أخذ فكرة عن معدل التحكم بمعدل السكر في دمك بشكل يومي.
ما الوقت الأفضل لإجراء الفحص المنزلي لمستوى السكر في الدم؟
عادة ما ينصحك الطبيب بالأوقات الأفضل لإجراء الفحص وفي الفترة الأولى من التشخيص قد يطلب منك الطبيب إجراء الفحص لعدد مرات أكبر من المعتاد، وذلك لأخذ فكرة عن أنماط ارتفاع السكر في الدم لديك إذ يعتبر كل شخص حالة متفردة ولا بد للطبيب إدراك هذه الفروقات. ولكن أهم النصائح الواجب التقيد بها، هي العمل على تسجيل نتائج القراءات وحفظ جدول لها، وذلك يساعدك على ربط نوع الغذاء الذي تناولته مع مستوى السكر لديك كما يساعد طبيبك على إرشادك وتوجيهك بما هو أفضل لصحتك. وبشكل عام من القراءات التي تعطي فكرة عن مدى قدرة جسمك على التكيف مع ارتفاع مستوى السكر بالدم:
1 - بعد الصيام 8-12 ساعة على الأقل دون تناول أي طعام (لا بأس من شرب بعض الماء).
2 - بعد تناول وجبات الطعام بساعتين.
3 - قبل وجبات الطعام.
وقت القياس السكري النوع 2 ما قبل الإصابة السكري مستوى السكر الطبيعي مستوى السكر في الدم بعد صيام (8-12)ساعة أعلى من 126 mg/dl 100-125 mg/dl أقل من 100 mg/dl بعد ساعتين من الوجبة أعلى من 200 mg/dl 140-199 mg/dl أقل من 140 mg/dl السكر التراكمي أعلى من 6.5 5.7 -6.4 أقل من 5.6
إذا كنت في مرحلة ما قبل السكري هل من الممكن تفادي الإصابة به؟
بالتأكيد، نعم، إذ وكما أشرنا سابقا وجدت العديد من الدراسات أنه وفي حال أدرك المريض أنه يعاني من اختلال في تحمل الجلوكوز وقام بممارسة أسلوب حياة صحي إضافة إلى متابعة مستويات سكر الدم قد يتجنب الإصابة بالسكري النوع 2 بنسبة تقارب 58 %. وفيما يلي أهم الإجراءات والنصائح التي أشارت إلى أهميتها العديد من الدراسات بهذا الخصوص:
1 - أهم وأولى الإجراءات الواجب اتخاذها عند مريض ما قبل السكري هو بمراجعة طبيب أخصائي لمتابعة الحالة بشكل حثيث.
2 - العمل على تقليل الوزن عن طريق زيادة معدل الحركة بمعدل 150دقيقة/أسبوعياً من التمارين متوسطة الشدة (كالمشي، والتمارين المنزلية) إذ أظهرت العديد من الدراسات أن العمل على تقليل الوزن بمعدل 7 % كفيل بتحسين استجابة الخلايا للأنسولين بشكل ملحوظ.
3 - قد يصف لك الطبيب في هذه المرحلة علاج الميتفورمين (المعروف بمساعد السكري) ويشعر العديد من المرضى بالقلق حيال البدء بتناول علاج مخصص لمرضى السكري على الرغم من عدم تشخيصهم به بعد. ولكن لا داعي للقلق بهذا الخصوص إذ يمكن صرف العلاجات التي تحتوي على الميتفورمين لغايات الوقاية من الإصابة بالسكري عند المرضى المعرضين للإصابة به وخاصة لأولئك الذين لم يكن لتغيير أسلوب الحياة وزيادة معدل النشاط اليومي أثر كبير على قراءات سكر الدم لديهم والذين يزيد معدل السكر التراكمي لديهم على 6.
ومن النصائح المهم التنبيه لها لمن يتناولون علاج المينفورمين (مساعد السكري):
- يعمل هذا العلاج على تحسين استجابة خلايا الجسم للأنسولين ما يسهل عملية إدخال السكر إلى الخلايا لغايات استخدامه كمصدر للطاقة وبالتالي يسهل نقل السكر من الدم إلى الخلايا.
- الالتزام بالجرعة التي يصفها لك الطبيب ولا تقارن نفسك بأي مريض آخر إذ توصف الجرعة بناءً على حالة المريض بشكل منفصل.
- قد يسبب تناول هذا العلاج بعض الأعراض الجانبية على المعدة على الأغلب خاصة بداية فترة تناول العلاج: كألم في المعدة، أو غثيان، إسهال، أو انتفاخ ولكن عادة ما تتلاشى هذه الأعراض بعد فترة.
- يفضل تناول هذا العلاج قبل الوجبات بـ 15-30 دقيقة ولكن في حال لوحظ تأثيره على المعدة فلا بأس بتناوله بعد وجبات الطعام.
4 - الانتباه إلى طبيعة الغذاء، يعتبر حجرا أساسيا للسيطرة على المرض في هذه المرحلة فمن الواجب الالتزام بحمية غذائية صحية وذلك بالابتعاد عن السكريات والنشويات التي بعد تناولها تتحول داخل الجسم إلى سكريات مثل: الخبز الأبيض، المعكرونة، الرز، وغيرها) كما ومن المهم التقليل من الأغذية الدهنية قدر المستطاع كما ينصح بزيادة تناول الأغذية الغنية بالألياف كالعمل على إضافة الحبوب الكاملة الغنية بالألياف لنظامك الغذائي.
دكتورة صيدلانية: غادة سلامة
تعليقات
إرسال تعليق